٢٥‏/١١‏/٢٠١١

للاسف كنت بحلم..!!!!

للاسف كنت بحلم زي ملايين المصريين لما كتبت الكلمات دي
كنت اظن ان هناك ثورة قامت وان هناك طاغية خلعه الشعب
كنت اظن ان هناك شرفاء ساندوا الثورة يدعون المجلس العسكري
كنت اظن ان مصر ستتغير كان عندي امل في التغيير بجد 
كان كلي طاقة ان اعمل وابذل ضعفها اضعاف لبناء مصر الجديدة
هكذا كتبت على صفحتي على الفيسبوك يوم رحيل المخلوع
بعد ايام عصيبه عشناها
ودا نص ما كتبت

"الشمس بدأت تشقشق
يا ابناء مصر الخالدة ..يا ابناء مصر الشرفاء
نجحت ثورة الشباب في اسقاط الطاغية
تعالوا نفكر في بكرة جديد بلا تلوث او فساد
بلا وساطة ولا محسوبيات ولا رشوة
مصر يكون فيها الجميع امام القانون واحد
مصر يعيش فيها الجميع بأمان
مصر ياخد فيها كل واحد حقه
مصر جديدة قايمه على المساواة والعدالة الاجتماعية
تعالوا نبني بلادنا
من النهاردة لما نشوف واحد مظلوم لازم ننتصر له من الظالم
لما نشوف حاجة غلط مش هقول وانا مالي
وخلي بالك
مصر دي بتاعتنا كلنا
لازم ايدينا تكون مع بعض نعمل من اجل مصر
علشان نرسم صورة اجمل لمستقبل مصر
مصر اللي هنعيشها بكرة
مصر اللي كانت حلم في خيلنا
بكرة هيكون واقع بنعيشه
الليل انزاح..والفجر طلع..وبكرة شمس الحرية هتدفينا
تحيا مصر معاش شباب مصر العظيم
وتحية للجيش المصري العظيم درع الوطن ومصدر امانه"

ليتني ما حلمت...قررت ان اكون واقعي
وان انتزع حريتي وحقي وحق اجيال ستخلفني
تحية للثورة والثوار اللي هيجيبوا الصبح

٢٣‏/١١‏/٢٠١١

قال التحرير..قال المشير..!!

اللحظات تمر.. والوضع كما هو منذ يوم السبت الماضي الكئيب.. منذ ذلك الهجوم غير المسؤول من رجال الأمن المركزي والشرطة العسكرية لتفريق بعض المطالبين بحقوقهم من مصابي ثورة التحرير الأولى..!!

فمنذ تلك اللحظات والشارع المصري يغلي.. الشارع المصري مرتبك.. الشارع المصري غير موحد.. من مع من أو ضد من..؟؟ لا احد يعرف..!! أين الشرعية في وطن فقد شرعيته الحقيقة.. !!! فمن التحرير كانت الثورة ومن التحرير تكون الشرعية.. والشرعية هنا ثورية.

المطلب الذي اتفق عليه التحرير.. هو الرحيل.. رحيل ذلك المجلس الذي فشل في مهمته التي جاء من اجلها.. المجلس الذي كانت أول أخطاؤه انه أنكر الشرعية الثورية بأجرائه استفتاء على الدستور.. فوت علينا الفرصة للاستفادة الحقيقة من القوه الثورية الدافعة للشعب في تلك المرحلة.. كان يمكن استغلال طاقات هذا الشعب في التنمية الحقيقة إذا اخلص العسكري النوايا واعترف بالشرعية الثورية للبلاد.. العسكري يمن على الشعب المصري بوقوفه إلى جانب شرعية التحرير التي أتت به ليحل محل المخلوع.

قرر الشارع أن يعود إلى الشرعية.. قرر أن يصحح الأخطاء وهو أمر مشروع.. قرر الشعب أن يقول التحرير كلمته.. ففي كل ميادين مصر خرج الآلاف ليقولوا لا.. ارحل.. كفاية.. لن نرضى إلا أن نكون.. وكان لابد أن يرد المشير!!

وكانت البداية الرد الأمني.. تربينا على هذا الأسلوب الإرهابي في التعامل.. ضرب وتكسير عظام وجماجم.. وفقئ أعين.. وقتل.. وسحل.. وإلقاء في الزبالة..!! هذا هو مقام التحرير ورواده من أبناء الوطن المكلوم بالنسبة للمجلس عله يرتعد ويرتدع..!!

ما نعرفه عن التحرير انه لا يخشى ولا يخاف.. فالتحرير وحده هو الذي يُخيف.. لأنه هو صاحب الشرعية وهو صاحب القرار..!!

ظل المذيع يردد في كل نشره.. سيخرج المشير ليلقى بيان هام على الشعب.. كل الناس في ترقب..!!

ننتظر.. ننتظر.. ننتظر..!! نفكر.. ونتوقع ما سيقوله المشير..؟؟ كيف سيحتوي الموقف المتأزم بحكمه العسكريين في مثل هذه المواقف الفارقة في تاريخ وطن..!!

تأخر الخطاب طويلاً طويلاً.. وفجأة ظهر المشير على شاشات التلفزيون!! هيئته ذكرتني بمن سبقه.. حتى كلماته وتعابيره هى نفس الكلمات..!!

طلب المشير من الاحتكام إلى الشعب.. طلب الانقلاب على شرعية التحرير التي أتت به وبعدد من الجنرالات معه لإدارة شؤون البلاد..!! وثق الشعب في هذا المجلس وسلمه الأمانة حتى يردها خلال ستة أشهر كما ادعى..!!

حقيقاً لم أكن أتخيل ما قاله المشير.. من لجوؤه للاستفتاء على رحيله.. وهل تقلد المجلس باستفتاء.. المجلس من الناحية الدستورية غير شرعي.. وشرعيته إنما استمدها من التحرير..!!

أُحبط كثيراً.. وبدأت أتيقن انه لا سبيل إلا الاستمرار في الثورة لحين ضمان تنفيذ القدر الأدنى من مطالب الثورة.. !!

كلنا نتمنى عودة الأمن للشارع.. كلنا يريد أن نشعر بالاستقرار واقع.. كلنا نريد أن تسير عجلة الإنتاج وتعود مصر لأفضل مما كانت عليه في السابق..!! ولكن..!! أن يأتي ذلك على حساب حرية وكرامة هذا الشعب ..!! لا..!!

كلام المشير أراح فئة من الشعب تنظر تحت أقدامها.. ولا تنظر للمستقبل.. أراح فئة من الشعب ذاتها التي بكت بعد خطاب مبارك الأول.. هذه الفئة ذاتها التي يمكن أن تأتي بالفلول والإسلاميين إلى السلطة بمصر..!!

عذراً سيادة المشير فقد مللنا الكلام وحان وقت تصحيح الأوضاع.. الدستور أولا.. ثم الرئاسة ثانياً.. فالبرلمان أخيرا.. فقد قال التحرير كلمته..!! الثورة مستمرة..!!

٢٢‏/١١‏/٢٠١١

حداد عليكي يا مصر

بعد قمع المتظاهرين في ميدان التحرير بهذا الشكل المقزز اعلن الحداد على ارواح الابرياء

٢١‏/١١‏/٢٠١١

مصر تحترق..فماذا نحن فاعلون؟؟

هل يرضى احد عما يدور منذ يومين في ميدان التحرير والميادين الأخرى بمصر ؟؟ هل هذا هو الذي كنا ننتظره ؟؟هل هذا هو التغيير الذي ضحى من اجله خير ونخبه من شباب مصر؟؟ خرج الشباب يوم 25 يناير وهم يحملون نعوشهم من اجل تحرير مصر من عصابة الطغاه.. بينما كانوا آخرين يقدمون فروض الطاعة والولاء للنظام!!

استفزني لكتابه هذه الكلمات صور ومشاهد الهجوم الوحشي على بعض المعتصمين من اجل حق مشروع لهم.. فهم لم يضروا احد.. مشاهد القتل والضرب واستهداف أماكن القتل في الجسد وسحل الجثث وإلقائها في الزبالة!! هذه المشاهد جعلتني أصيب بالإحباط والخوف من المستقبل فلا تغيير حدث.. اشعر بأن كل التضحيات خلال الفترة الماضية أصبحت بلا قيمة..

خلال تسعة أشهر كاملة تركت فيها البلاد للمجلس العسكري وحكومة شرف (التي تجردت من معنى اسمها) لتحقيق أهداف محدده تتوافق مع أهداف الثورة التي ضحى من اجلها هذا الشعب.. خلال هذه الفترة لم نرى إلا الارتباك والفوضى والاختيار بين الوصاية أو عودة الفلول.. وأصبح سماع خبر مقتل مواطن مصري خبر عادي.. ماتت قلوبنا وغفت عيوننا عن الدم الذي يسيل كل يوم.. أين الحلول التي من اجلها جاء المجلس العسكري وحكومة شرف.. أين الانتقال السلمي للسلطة المدنية.. كل الحديث عن الانتخابات ولا يوجد برامج انتخابية واقعية.. ولا ناخبين لديهم الأمل في التغيير للأفضل.. ولا مرشحين نعرفهم.. حتى النظام الانتخابي يشبه امتحانات الثانوية العامة.. حل بالناس اليأس وأصابهم خيبة الأمل فيما حلموا به يوم خلع الملعون مبارك.

دعونا نعترف بأن المجلس العسكري فشل في مهمته التي أتى من اجلها.. فشل في إدارة البلاد والعبور بها إلى بر الأمان.. تفرغ المجلس لاعتقال المدنيين وإلقاء التهم على الحركات الثورية المصرية وتخوين الشرفاء..

في ظل هذه الأجواء المتوترة والمتصاعده لابد من وجود حلول فورية.. الحل مش بالضرب والقتل.. لابد من الاستماع للناس وعدم تجاهلهم كما كان يفعل النظام البائد.. الناس عايزه حكومة انتقاليه بجد تشوف مطالبهم وتحط جدول زمني وتلتزم بيه.. الناس عايزه الاستقرار والقضاء على الفساد اللي كان موجود في البلد قبل الثورة.. الناس عايزه محاكمة المخلوع مبارك وعصابته محاكمة عادلة وسريعة.. الناس عايزه دم الشهداء وتعويض المصابين وعلاجهم.. الناس عايزه تغيير بجد.. الشعب المصري العظيم جدع ومسالم حبوه هيرفعكم على الأعناق.. عايزين شعار الشعب والجيش أيد واحدة يرجع تاني.. أرجوكم حكموا العقل يا أصحاب القرار واسمعوا الناس ومطالبهم.

واللي ما شفش الثورة يتفرج على الإعادة.

٢٠‏/١١‏/٢٠١١

مصر واهلها ..وصية الحجاج لاحد الولاه



صدق الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب
فقال عن المصريين لو ولاك امير المؤمنين امر مصر فعليك بالعدل فهم:
قتله الظلمة
وهادمى الامم
وما اتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الام رضيعها
وما اتى عليهم قادم بشر إلا أكلوة كما تأكل النار اجف الحطب
وهم اهل قوة وصبر وجلدة وحمل
ولايغرنك صبرهم
ولا تستضعف قوتهم
فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه
وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه
فأتقى غضبهم
ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم
فأنتصر بهم فهم خير اجناد الارض
وأتقى فيهم ثلاثا
نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا اكلوك كما تأكل الاسود فرائسها
وارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم
ودينهم وإلا احرقوا عليك دنياك
وهم صخرة فى جبل كبرياء الله
تتحطم عليها احلام اعدائهم وأعداء الله

١٨‏/١١‏/٢٠١١

ما بين علياء المهدي والسلفيين لا فرق!!

في ظل الردة الحضارية و الفوضى الفكرية والثقافية التي نعيشها اليوم يطل علينا برؤوس شيطانية نموذجان يحاول كلاهما فرض نفسه بعنصرية قذرة تهدم هذا المجتمع ولا تساعد في إنمائه وبنائه..وحتى لا يقول احد إنني انتمي لفكر معين فأنا لا اعبر من خلال الأسطر التالية إلا عن نفسي وفكري الحر الذي اعتقد به ومن منطلق عقيدتي وفهمي للحرية التي أؤمن بها تمام الإيمان..حيث أرى أن كل الناس أحرار والحرية هي إباحة كل عمل لا يضر احد وبناء على ذلك فلا حد لحقوق الإنسان الواحد غير حقوق الإنسان الآخر..حيث أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حريتي أنا...النموذج الأول..هو تلك التيارات الإسلامية أو كما أحب اسميها التيارات المتأسلمة والتي طفت على السطح بعد ثورة 25 يناير بعد ثبات طويل وحيث كانوا من قبل وفي ظل النظام القمعي الذي يحكم مصر طوال الخمسين عام الماضية يعانون من القهر والاعتقال والملاحقات نتيجة تطلعاتهم (المشروعة) في الوصول إلى السلطة و أنا لا أنكر عليهم الحق في الوصول إليها مادام لديهم الأهلية في ذلك وجاءوا إلى السلطة في ظل إطار شرعي واختيار شعبي..لكن ما أراه عنصرية منهم هو استعمالهم وسيله رخيصة للوصول إلى مقصدهم ألا وهو الدين فهم بذلك يريدون إقصاء الجميع باسم الشريعة والدين..وهم يكفرون الآخرين ويدعون أنهم يملكون مفاتيح الجنة لكل من يؤيدهم..كل العقد النفسية التي شكلت شخصياتهم اليوم يريدون تصديرها لذلك المجتمع الذي لفظهم من قبل..ومن الشواهد أنهم ليس لديهم رؤية عصرية لمشكلات المجتمع المصري الآنية.. فهم ما يزالون يغرقون في عالمهم الذي توقف به الزمن عند القرن السادس عشر الميلادي.. فهم مازالوا ينظرون إلى المرأة على أنها عورة يجب إخفائها وإنها مجرد جارية يجب عودتها إلى الحرمليك..وان دونهم لا يعد مسلما حقا وإنما فاسق يجب استتابته..وان غير المسلمين عليهم دفع الجزية أو الهجرة من مصر إلى أي ارض أخرى..لا للأفكار والثقافة والإبداع..وفي ظل هذا الإرهاب الفكري نجد النموذج الثاني..هو علياء المهدي والمؤيدين لها ..والتي لا حديث إلا عنها في هذا الوقت..مما لا شك فيه أن ما فعلته علياء من وجهة نظر الحرية هو من حقها وهو حرية شخصية هى من يتحمل مسؤوليته وعواقبه..لكن أنا لي الحق في أن ارفض هذا الفعل الشائن وهذا السلوك ..فكما احترم حريتك في التعري فعليك أن تحترمي حرية الآخرين في رفض ذلك..وأنا اعتبر ما فعلته من تعريها على صفحات مدونتها من الأفعال غير المقبولة مجتمعياً وكذلك أرى أن ذلك سيمثل هزه كبيرة لمجتمعنا الذي كان دوماً مجتمع وسطي يكره التطرف بكل أشكاله...هذه التيارات المتأسلمة وعلياء المهدي كلاهما يعتبران وجهان لعملة واحدة تحاول فرض نفسها بشكل عنصري أو أن يخرج هذا المجتمع ليبحث له عن ارض أخرى يعيش عليها..هذا التطرف الفكري يعتبر صورة مرفوضة في المجتمعات التي تحاول النمو..والوسطية هى أساس التقدم فلا إفراط ولا تفريط.

١٤‏/١١‏/٢٠١١

ومازالت ايزيس تشرق بدموعها يا استاذ اسامة



ما أحوجنا الى سماع مثل هذه الكلمات التالية وفهمها بعمق شديد فإيزيس ما تزال تشرق بدموعها ..ما تزال تبحث عن اوزيريس الذي عشق حياة الأموات ورفض الخروج الى النهار بعد أن مزقته الأيام والليالي وأصبح من الصعب جمع اشلائة ولكن هذا ليس من المستحيل..نحتاج فقط الى أن نرفع شعار "حب مصر هو الحل" نحتاج أن نفهم وان نعمل وان نجد ونجتهد ولا نفكر فقط في يومنا هذا و إنما ننظر الى الأجيال القادمة..نمنحهم الأمل في العيش في مستقبل أفضل ولنعلم أن الأمم إنما ترتقي كلما تخلت عن أهدافها الذاتية البسيطة وتجمعت حول فكرة أو مشروع مشترك كبير..فلنجعل مشروعنا وهمنا الارتقاء بمصر..ومن خلال الأسطر التالية والتي اقتبستها من مقاله للراحل العظيم أسامة أنور عكاشة من مقالته الأهم "ايزيس تشرق بدموعها" بجريدة الأهرام 10 مايو 2007 يرسم لنا صورة معبره بالكلمات عن مصر الممزقة وكيف لا يمكن حل مشكلتها ألا بالحب والعمل من اجلها ..أترككم للاستمتاع بهذه الكلمات المحفزة علنا نؤمن بها.

(( تحكي أسطورة إيزيس و اوزيريس في الميثولوجيا المصرية القديمة‏,‏ كيف نذرت ايزيس نفسها للبحث عن أشلاء جسد أوزوريس زوجها وحبيبها الذي قتله ست الشرير ومزق جسده ليبعد أعضاءه أشلاء في أربعة أركان الأرض‏!‏ وراحت الزوجة الوفية العاشقة التي ترفض التسليم بموت أوزير تجوب السهول والوديان وتبحث في كل الأرجاء لتلملم الأشلاء وهي تبكي ‏(‏تقول الأسطورة إن دموعها هي التي شقت نهر النيل وفاض بها‏),‏ وحين اكتملت الأجزاء وصارت المزق جسدا كاملا دفنته إيزيس ليتحول إلي إله خالد لا يموت‏!‏
ولعلي لا أبني علي فرض خيالي حين أزعم أن ترددات الأسطورة في الوجدان المصري القديم كان ملهما لعملية جمع أشلاء أخري قام بها الفرعون مينا ـ ناعرمر الذي أراد أن يوحد الولايات أو الإقطاعيات المبعثرة بين شمال مصر وجنوبها ـ ذلك الذي عرفته لنا كتب التاريخ المدرسي بالوجهين القبلي والبحري ـ واستطاع مينا أن يجمع أشلاء الوطن ويوحد القطرين ليقيم وطنا في مصر هو أقدم أوطان الأرض وينشئ في هذا الوطن دولة هي أعرق دولة في التاريخ‏..‏ ومن الوطن والدولة التي كونت أقوي سلطة مركزية عرفتها الشعوب ولدت الأمة المصرية‏!‏
هذه الأمة التي ينفي دراويش الفتح العربي عنها صفة الأمة الموحدة ويدعون ـ كذبا أو وهما ـ أن مصر الأمة لم تكن إلا بعد الفتح العربي‏,‏ لذا فلابد أن تلحق ـ قسرا واعتسافا ـ بقومية أخري تنفي المصرية أو تنحيها جانبا في أضعف الإيمان‏!‏ في حين أن وقائع التاريخ الموثق والثابت علي جدران المعابد والمسلات وبين طيات لفائف البردي تروي لنا كيف استطاع مينا قبل بزوغ عصر القوميات في القرون المتأخرة أن يُدشن ميلاد القومية المصرية‏,‏ أقولها برغم نفوري من اصطلاح القومية الذي لا يخلو من إحالة الى مركب عنصري فج‏..وذلك قبل ثلاثين قرنا من قيام الوحدة الايطالية والوحدة الألمانية‏!‏ أي أن مينا‏ المصري سبق بسمارك الألماني والثالوث الايطالي كافور ـ ماتزيني ـ جاريبالدي‏,‏ وأكد أن جمع أشلاء الوطن وإقامة الدولة الموحدة هو استجابة للواقع الجيوبولوتيكي الذي يفرض هوية خاصة ومميزة لمواطني هذه الدولة‏!‏
في المقابل نري أن الواقع الجيوبولوتيكي لم يستطع فرض هوية وطنية خاصة ومميزة للمنطقة الواقعة بين سلسلة جبال أطلس وجبال طوروس وبين شمال إفريقيا وجنوب الجزيرة العربية‏..لان مقومات الدولة الواحدة أو الموحدة غير موجودة وسمات الوطن الواحد غير متوفرة‏!
ربما وجدت عناصر تؤكد وجود ثقافة عربية سائدة فهناك بلا شك وحدة ثقافية متحققة بالفعل وأهم تجلياتها ماثلة في وحدة اللغة واللسان والابداع الأدبي والفني‏..كما تتشابه أنماط السلوك وبعض قوالب التفكير‏(‏ تتشابه ولا تتطابق‏)..‏وربما كان هناك تقارب في المصالح‏(‏تقارب وليس اتفاقا‏)..‏وهذا التقارب لا يؤدي بنا لأكثر من التفكير في إنشاء نوع من مؤسسات التعاون الاقتصادي‏(‏السوق العربية المشتركة مثلا‏)..‏فهذا غاية المتاح‏,‏ وللأسف يتعذر ويتعثر عند محاولات التنفيذ‏,‏ ذلك أن هناك حقائق خشنة لا يريد الحالمون ودراويش المد القومي العربي‏,‏ وكنت واحدا منهم الى أن بدأت عملية المراجعة التي فرضتها علي الأحداث الغريبة والمدهشة للعرب الأمجاد ذوي الشان والشنشان بدءا من احتلال الكويت وعاصفة الصحراء وحفر الباطن ووصولا الى الحرب الأهلية في العراق ونذر مثيلاتها في لبنان.
هذه الحقائق الخشنة تقول إن ما يطلق عليه العالم العربي منقسم في الواقع إلى قسمين‏:‏ قسم غني ينعم بثروات النفط والغاز وقلة عدد السكان‏..‏وقسم فقير يعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية متفاقمة وأزمات تضخم سكاني متفجر‏..وعرب القسم الأول ينظرون بريبة وحذر إلى دعاوي العروبة التي تعني في نظرهم إعادة توزيع الثروة النفطية‏..‏ ويبادلهم عرب القسم الثاني نظرات الغضب والحسد‏!‏ ويصبح علي أبناء القسم الأول أن يهربوا من مطالبات الوحدة أو الاتحاد أو أن يطلبوا هم من أبناء القسم الثاني أن يؤجروا لهم أوطانهم خصوصا تلك التي كانت ترود وتقود وتعلم حينا من الدهر‏..‏ ليعوضوا فيها مركبات النقص القديمة‏!
ونبقي هنا في مصر مطالبين أمام أجيالنا القادمة‏,‏ أن ننفض عن أدمغتنا أضغاث أحلامنا القديمة التي همنا فيها زمنا مع مخدر تعاطيناه لدرجة الإدمان‏,‏ فصور لنا تلك الجنة السراب التي حلم بها أتباع حسن الصباح الذي كان يروضهم بالحشيش الذي يهيئ لهم في خدره الناعس أن المروج الخضراء المحيطة بقلعة الموت هي الجنة الموعودة التي تنتظرهم طالما امتثلوا وأطاعوا ونفذوا مهام الاغتيال‏!.
كالحشاشين في قلعة حسن الصباح كنا نحسب الأمة العربية الواحدة‏..ذات الرسالة الخالدة -بنص شعار حزب البعث العربي الاشتراكي- والتي تبدو متاحة عبر مواكب الانتصارات حتى أعطيناها اسم الولايات المتحدة العربية وشربنا في صحتها أنخاب النشوة والثقة‏..‏ كما نحسب أنها الجنة الموعودة‏..‏ما علينا إلا أن نقفز من أسوار الموت لنرتع في أحضانها‏..وقد قفزنا‏..‏فكانت المأساة‏!‏.
نبقي هنا في مصر مطالبين أمام أبنائنا وأحفادنا بأن نفعل كما فعلت إيزيس‏..‏ فنجمع الأشلاء التي تبعثرت حين تمزقت فكرة الوطنية المصرية لتستبدل بانتماء مستعار لقومية مزعومة‏..وعلينا أن نعيد لصق الأجزاء بالأجزاء لنبعث الكيان المصري من جديد‏..ونعمده بدموع إيزيس التي ملأت النهر المقدس‏..إن مصر تشرق بدمعها وتغص به وتهيب بنا أن نعود إلي أحضانها‏..‏ فقد تشردنا في المنافي‏..‏ وأعياها البحث عنا‏..وها هي تنادي فهلا لبينا نداها؟‏..‏ أعلم أنني ربما فتحت علي نفسي بابا من أبواب الجحيم وأن هناك الكثيرين‏..آلافا‏..وربما ملايين قد يسلكونني في عداد المارقين الذين انقلبوا علي ذواتهم وخانوا أحلامهم القديمة وراحوا يسفهون أحلام الآخرين‏...‏ لكني لن أتنصل من مراجعتي ولو سميت تراجعا‏..‏ وفي الوقت ذاته لن أتبرأ من ثقافة عربية أنتمي إليها وأكتب بحرفها وأعلن في النهاية أن الثابت وغير المتحول في موقفي أنه لا تعارض ولا تناقض بأي شكل من الأشكال بين عروبة الثقافة ومصرية الهوية‏!‏ وإذا رأي آخر غير رأيي فلا بأس‏..‏وأتمثل هنا بقول الإمام الشافعي الشهير إن رأيي صواب يحتمل الخطأ‏..ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب.))
وبعد أن استمتعنا بهذه الكلمات..استحلفكم بالله الآ تمزقوا اوزيريس أكثر من ذلك وان تجمعوا أشلائه حتى تجف دموع ايزيس وحتى يخرج اوزيريس الى النهار .

١٠‏/١١‏/٢٠١١

رداً على شعار الاسلام هو الحل


ونحن نرى ان العلمانية هي الحل..حد عنده اعتراض!!

فصل الدين عن السياسة

انشاء دولة مدنية حديثة

محاربه اعداء الامة المصرية الثلاثه

(الجهل - الفقر - العنصرية)

٨‏/١١‏/٢٠١١

الشعر الصامت


قال الامام محمد عبده " ان الرسم شعر ساكت يرى ولا يسمع كما ان الشعر رسم يسمع ويرى وحفظ الاثار بالرسوم والتماثيل هو حفظ للعلم بالحقيقة وشكر لصاحب الصنعة على الابداع فيها والشريعة الاسلامية ابعد من ان تحرم وسيلة من وسائل العلم بعد تحقيق انه لا خطر فيه على الدين لا من وجهة العقيدة ولا من جهة العمل وليس هناك ما يمنع المسلمون من الجمع بين عقيدة التوحيد ورسم صورة الانسان والحيوان لتحقيق المعاني العلمية وتمثيل الصورة الذهنية "