اعتبر حجاب المرأة في الشرق الادنى اقدم بكثير من الاسلام بفترات طويلة جدا. وقد ذكرت الكتب السماوية كلمات البرقع والعصائب مالم يذكره القرآن الكريم ,اضافه الى ان هناك دراسات لمؤرخين قدامى منذ العهود اليونانية والرومانية بحثت عن ظروف وأسباب لبس البرقع والنقاب .
استمر الحجاب عند اليونان حتى انهيارها والذى كان سببة عنصرية الحضارة الاغريقية فى عدم اختلاط المرأة مع الرجل في ميادين العمل فهي لاتخرج الاّ ووجهها ملثم وعليها رداء طويل يلامس الكعبين وفوق ذلك عباءة لاتسمح برؤية شكل قوامها وذلك على الرغم من اباحية الاساطير والرسومات والتماثيل الاغريقية. كذلك عرف الحجاب عند الرومان زمنا طويلا وكانت النساء تستعمله في القرون الوسطى حتى القرن الثالث عشر حيث صارت النساء يخففن منه مع تطلع المرأة لمشاركة الرجل فى العمل وعدم استقرار المرأة فى بيتها . وفي دراسة للدكتور منجية السوائحي في جامعة الزيتونة يتحدث عن اصل الحجاب والنقاب في المجتمعات والاديان يقول :- وجدت ظاهرة حجب المرأة عن العيون فلا يراها الاّ زوجها واولادها منذ القديم عند اليونانيين . و منعوها من ارتياد الاماكن العامة و التدخل في الشأن السياسي و غيره و اعتبروا صوتها عورة لابد أن لا يتجاوز البيت فتم حبس صوت المرأة المصون . ومن آليات الحبس وضع المتاريس عند ابواب ألبيوت التي تسكنها النساء . و من الأشرف لها أن تضل داخل البيت و اعتبر هذا القانون فرض الآلهة صادق عليه البشر و من يخالفه يعاقب واعتبر الشعر من اكبر مغريات الذي يمكن ان يفتتن به الرجال والملائكة. و هكذا ظهرت فكرة الحريم و حجب الزوجة عن العيون لأنها ملكية خاصة للزوج فلا تسوى بالملكية العامة الجواري و الغواني و البغايا منذ عصر هوميوروس و هزيود وتواصل مع فلاسفة اليونان الكبار سقراط و أفلاطون و أرسلو و سبب هذا الحجب في تحليل لويس مورجن عالم الانتروبولوجيا الأمريكي يعود الى أسباب اقتصادية صرف بدأت مع شيوع الملكية الخاصة و عندها فكر الرجل في أهمية عفة المرأة -الزوجة ليضمن نقاوة سلالته من الأبناء و لن يصل الى هدفه إلا بحجب الوعاء الذي يلد النسل و هي الزوجة و عندها فقط يتأكد أن الأبناء من صلبه فيطمئن على من يرث ثروته من بعده اى ان المرأة قد اصبحت وسيلة فقط ليحقق بها الرجل اغراضة من وجود وريث يرث ثروتة او يحمل اسمة. و لذلك أوجبوا عليها اذا اضطرت على المشي في الشارع أن تكون محجبة و منقبة كعلامة على المرأة المتزوجة ملكية الرجل الخاصة و فعلا كانت نساء اليونان طبعا الزوجات تستعمل الخمار و النقاب اذا خرجت لتخفي وجهها عن المارة .
البرقع عند اليهودعرف العبرانيون الحجاب منذ عهد ابراهيم عليه السلام و انتشر بينهم في ايام انبيائهم جميعا و تواصل الى ما بعد ظهور المسيحية و الدليل على ذلك تردد كلمة البرقع في أكثر من كتاب من كتب العهد القديم و جاء في نشيد الانشاد الاصحاح الأول :" قل لي يا من تحبه نفسي أين ترعى قطعانك و اين تربض بها عند الظهيرة ؟ فلماذا أكون كامراة مقنعة اتجول بجوار قطعان أصحابك".. وفيه ايضا عيناك من وراء نقابك كحمامتين... و خداك كفلقتي رمانة خلف نقابك" فرضت الشريعة اليهودية قديما على الزوجة أن تغطي رأسها و تستر كامل جسدها بملاءة عدا ثقبا واحدا تنظر من خلاله لترى الطريق و الأفضل لها أن لا تخرج كذلك استحدثوا الساتر في المعابد للفصل بين الرجال . وخصصوا لهنّ مدخل خاص وحرموهنّ من مصافحة الرجال اشترطوا عليهم الصمت داخل أماكن العبادة توقيرا للرجال و لأن صوتهن عورة و بناء عليه منعوهن من ارتقاء المنصة خلال الصلاة . واعتبروا صوتها عورة منذ ايام أرسطو الذي أعتبر الصمت هو تاج المراة .
النقاب عند الدين المسيحيامّا الحجاب عند المسيحية فقد منعت المرأة قديما من ان تخرج حاسرة الوجه واذا خالفت القانون و ذهبت الى الكنيسة عارية الرأس تعاقب بقص شعرها حسبما جاء في رسالة القديس بولس الى أهل كورنثوس و هو يرى أن النقاب شرف للمراة . و يدعو الأب المسيحي كلمنت السكندري- م150-223-المرأة الى تغطية كامل جسدها كلما خرجب من البيت لان هذا النوع من اللباس هو الذي يحميها من نظرات الرجال فاذا وضعت الخمار على وجهها حمت الرجل من أن يقع في الخطيئة و لاكتساب شرعية للخمار يرى هذا الأب أن الخمار مشيئة الكلمة الربانية التي تأمر المرأة أن تصلي و هي محجبة و سار على هديه الأب ترتوليا160-230م- من أشهر الأباء المسيحين في زمنه فأوجب على المراة أن تضع خمارا و تستر وجهها .
فترة الجاهلية وانتشار الاسلام..في مجتمع عرب الجاهلية تمثل الحجاب عندهم بصوره المتعددة البرقع والنقاب والجلباب والعباءة وكانت النساء تلبس الحجاب بأشكاله المختلفة فمنها من تستر جسدها فيه الاّ الصدر وتزينه بالذهب ومنها من تستر جسدها كاملا مع بقاء مخالطتها للرجال جنبا الى جنب ومنهن من تكشف أجزاء من شعرها وكانت المرأة في مكة تضع الخمار وتسدله وراء ظهرها وترتدي الجلباب . لذا عندما جاء الاسلام كانت عادة لبس الحجاب والنقاب مستمرة في مكة ولم تكن تلك الظاهرة دخيلة كما ان ظهوره القديم عند المجتمعات والاديان السابقة كاليهودية والمسيحية ساعدته في عدم اعتراض المجتمع الجاهلي عليه لكن الذي ميّز الدين الاسلامي عن باقي الاديان انه اخذ مسألة الحجاب مأخذا جديا وأحكم المرأة بلبسه وبيّن خطورة السفور( خلع الحجاب وكلمة السفور مش كلمة عيب).
الانحسار وتحرير المرأة..تشير بعض الدراسات انه بأستثناء فترة العشرينات لم تكن المرأة المحافظة تخرج الى المدينة بدون القبعة او الخمار وبعيدا عن الجانب الاسلامي تفسر هذه الظاهرة عند البعض ان المجتمع الاسلامي في العصور الوسطى كان يتمتع بموارد اقتصادية كبيرة ممّا جعله يستغتي عن المرأة في مجال العمل وحين خروجها من بيتها كانت تلبس القبعة مع الخمار كعلامة تميّزها انها تنتمي الى عائلة عريقة او غنيّة او حتى ميسورة الحال اى انة شارة تميزية لا علاقة لها بالدين , لوحظت هذه الظاهرة في كل من مصر وسوريا ولبنان وتركيا . على العكس كانت البدويات والفلاحات في المجتمع الاسلامي في تلك الفترة لاتلبس الخمار . فكان لبسه حكرا على نساء المدينة وكان رمزا مميزا لهنّ بسبب حقد الطبقة الفقيرة عليهنّ . بسبب المتغيرات السياسية آنذاك بدأ الحجاب والنقاب يتجه نحو الانحسار خاصة في ايران فقد الحجاب بأمر من شاه ايرا ن رضا بهلوي وفي مصر حيث دعا محمد علي باشا عام 1826 الى القضاء على الحجاب ثم جاء قاسم امين (محرر المرأة) فأصدر كتابه تحرير المراة والمراة الجديدة عام 1899 ضد الحجاب وقال ان الحجاب ليس من الدين الاسلامي ثم أنضمّ اليه سعد زغلول ونظّم تظاهره نسوية في بنزع الحجاب في ميدان التحرير وعندما جاء جمال عبد الناصر وضع قوانين وشروط لتسهيل عمل المرأة وبدت القاهرة حينها مدينة تقدميه تتطلع الى الغرب يحتذى بها عند باقي دول المنطقة خاصة وان جمال عبد الناصر كان يعتبر وقتها قائدا لما يدعى الامة العربية حينها كانت كل من سوريا ولبنان وبغداد قد نزع منها الحجاب.
الانتكاسه والرده لعصور الظلمات..ثم كانت الانتكاسة الكبرى والعودة لعصور الظلمات التى مازلنا نعيشها بأنتشار افكار الجماعات المتطرفة المتأسلمة منذّ اواخر السبعينيات ومنها عودة المرأة الى البيت واستعمالها من قبل الرجل كوسيلة للانجاب والتمتع بها كدمية لا انسان والعمل فى المنزل وعدم الخروج من المنزل الا بارتداء ما يدعى الزى الاسلامى والمصيبة الاكبر المدعو النقاب
ادعو اللة ان يزيل الغمة ويعيد الينا عهود الحرية و التحرر
الخلاصة..ان الحجاب هو قيد موروث اكثر منه فرض ولكن الشرائع واحدة بعد الأخرى أتت فأقرتها نظراً لظروف العصور التي كانت تعتبر فيها المرأة جارية ..خادمة ..لاصوت لها لانه ببساطة عورة..فهي لايجب ان تتكلم ولاتخالف ..فما المرأة الا متاع خالص للرجل
تحياتي
Farahatov