غريب هو التاريخ ..كلما اقتربنا من فهمه راوغنا وتحول إلى لغزا يحار في فك طلاسمه كبار المؤرخين..التاريخ يعيد نفسه هي حقيقة لا مفر منها وليس أدل على ذلك من إحداث 25 يناير 2011 وما سبقها من إرهاصات قدمت لهذه الثورة ..وهو نفسه ما حدث في مصر منذ أكثر من خمسة الآلف عام مضت ..حيث تشابهت الأحداث ففي نهاية عصر الملك بيبي الثاني والذي أصبح مسن لا يستطيع أن يسيطر على البلاد حتى أن حكام الأقاليم أصبحت سلطتهم كبيرة وأصبح هناك قلة تملك مخازن الغلال وتملك الأراضي الزراعية وقطعان الماشية أي الثروة بينما كان هناك الآلف من المصريين الفقراء البائسين الذين لم يملكوا حتى الخبز واخذ هؤلاء النبلاء المسيطرين على الثروة في مصر يكذبون على الملك المسن الذي لم يكن يملك فعلياً ويقولون له أن البلاد في سعادة وفي عمل والحقيقة أن البلاد كانت على شفا الانهيار ..نأتي بمعلوماتنا من خلال كتابات مؤرخ الثورة المدعو(ايبو-ور) حيث يقول:
وقد انفلتت الأمور في البلاد وتحولت إلى عصابات واضرب الناس عن العمل وعن دفع الضرائب التي أثقلت كاهلهم حيث كانت تفرض على ما يستطيع الفلاح أن يزرعه من الأرض وليس على ما زرعه بالفعل فصب الشعب جام غضبه على رموز السلطة في الدولة وحرقوا قصورهم ونهبوها ولم يصبح هناك أمان ..حتى أن رجال الأمن الذين كانوا ينتظر منهم أن يوقفوا تلك الأحداث أصبحوا في مقدمة الناهبين وثار الفلاح المصري الصابر المطيع عندما وجد الظلم عليه قد تكاثر وان الأغنياء سلبوه كل شئ.
ويستكمل ايبو-ور كلامه فيقول أن هذه الحالة لا يمكن أن تستمر فلابد للناس أن تعود على الهدؤ بعد الثورة وان يحاولوا خلق مجتمع جديد ونظام جديد بعد إسقاط النظام الفاسد وهكذا خلد الشعب للهدؤ وتطلع إلى الذين استغلوا فترة الفوضى احتلوا أجزاء من أرضه وبدأت حياه جديدة ناضل فيها المصريون حتى استقرت الأوضاع وساد العدل البلاد
هذه الثورة تشبه في أحدثها ومقدماتها الثورة المصرية التي قام بها الأحفاد في يوم 25 يناير حيث ساد الظلم والقهر والفقر وتركزت السلطة والثروة في يد فئة سلبت البسطاء من هذا الشعب حقه حتى في الحياة ..ندعو الله أن تهدأ البلاد وتعود إلى الحياة من جديد
هيا بنا نبني مصرنا ليفخر بنا أبنائنا كما نفتخر نحن بأجدادنا ..تحية لأرواح الشهداء..وعاشت مصر بشبابها وجيشها وعقول أبنائها
تابعونا على فيس بوك (رحلة في اعماق الحضارة المصرية)وهو جروب مفتوح لكل محبي الحضارة المصرية القديمة