هذه الكلمات أتوجه بها إلى من ينكرون عليها حقها الشرعي
والقانوني في الخروج إلى التظاهرات والاعتصام والمشاركة في تحمل مسؤوليتها تجاه
وطنها في الوقت الذي يتقاعس فيه رجال بشوارب عريضة ويكتفوا بمشاهدة نُصرة الوطن من
خلال شاشات التلفزيون وسماع الأخبار وقراءة الصحف..لكنها ابنه ايزيس الوفية التي
قالت لا سأخرج وأكون فداء لوطني.
لمن لا يعرفها أو لا يريد أن يعرفها..؟؟؟ إنها المرأة
المصرية ..!! الذي يحاول البعض تناسي دورها الهام في تاريخ مصر القديم والحديث.
إنها المرأة المصرية التي منذ بواكير تاريخ هذا الوطن
وهى قد قررت أن تتحمل مسؤوليتها مثلها مثل الرجال فكلاهما يمثل المكون الأساسي
للوطن، فمنذ ما يقرب من السبعة الآلاف عام وهى تخرج للمشاركة في بناء هذا الوطن.
إنها المرأة المصرية صانعة هذه الحضارة الممتدة عبر عصور
مصر الحضارية هي السند القوي للرجل والداعمة له في تحمل مشاقة الحياة، هي من ربت
هؤلاء الملوك العظام التي يفتخر بالانتساب لهم كل مصري.
إنها المرأة المصرية التي تزوجها (إبراهيم) الخليل علية
السلام وأنجب منها ابنه الأحب (إسماعيل) علية السلام والذي أصبح امة، وتزوجها (محمد)
علية الصلاة والسلام وأنجب منها ابنه الأحب (إبراهيم) وأوصى بمصر وأهلها ونسائها.
إنها المرأة المصرية حفيدة الملكات العظيمات (تيتي-شيري)
زوجه الشهيد (سقنن رع الاول) ومن شدت على يده في قتال المحتل حتى مات شهيد الدفاع
عن وطنه..
إنها حفيدة الملكة العظيمة ( ايعحتب) أول امرأة في تاريخ
العالم تقود الجيوش لقتال الهكسوس في معارك التحرير بعد استشهاد زوجها (سقنن رع
تاعا) ولا عجب فهي ابنة شهيد وزوجة شهيد وأم شهيد فهي أم (كاموس) الذي لحق بوالدة
بعد قتال مرير ضد الهكسوس وابنه (سقنن رع الأول).
إنها المرأة المصرية حفيدة (حاتشبسوت) التي عم السلام
عهدها وأنشأت المعاهدات التجارية الدولية مع دول المنطقة.
إنها المرأة المصرية حفيدة (كليوباتر) تلك الداهية
السياسية التي أقسمت أن لا تصبح مصر ولاية رومانية طالما هى على قيد الحياة فكان أباطرة
الرومان لعبه في يدها.
إنها المرأة المصرية حفيدة (شجرة الدر) التي قادت مصر
لكسر انف الملك (لويس التاسع) وأسره في معركة المنصورة بعد أن اخفت خبر وفاة زوجها
الملك (نجم الدين أيوب) على الجنود حتى لا تضعف روحهم المعنوية.
إنها المرأة المصرية التي تبرعت بما تملك من ذهب ونحاس
وفضة لتجهيز جيش مصر لرد أشرس هجمة بربرية عرفتها التاريخ المغول في معركة عين
جالوت.
إنها المرأة المصرية التي تصدت لحملة فريزر في رشيد عام
1807 حيث أمطرت الجنود الانجليز المحاصرين في الشوارع الضيقة بوابل من الزيت والماء
المغلي.
إنها المرأة المصرية التي خرجت تنادي وتطالب بحق مصر في
الاستقلال في ثورة الشعب عام 1919 وزكا دمها الطاهر ارض مصر حين سقطت أول شهيدة للثورة
وهى شفيقة محمد ولحق بها حميدة خليل وعائشة عمر ونجية إسماعيل وفهيمة رياض ممن
بذلن روحهن من اجل أن تنال مصر استقلالها وحريتها.
إنها المرأة المصرية التي لم تنسى مسؤوليتها تجاه وطنها
فخرجت للتطوع في المقاومة الشعبية في عام1956
إنها المرأة المصرية التي سُحلت وضربت واستشهدت وتعرت وهتك
عرضها في ميدان التحرير ومعتقلات الجيش من اجل أن تنال مصر حريتها المسلوبة في عام
2011.
إنها المرأة المصرية التي يحاول دعاة الرجعية من
الظلاميين إخفائها واعتبارها قطعة أثاث لا يجب أن تظهر أو يسمع لها صوت.
إنها المرأة المصرية التي أرادوا تعريتها لإذلالها
والضغط عليها حتى لا تعاود النزول مطالبة بحقها في الحياة الكريمة.
إنها المرأة المصرية ابنه ايزيس وحفيدة الفيلسوفة هابيتيا
وهدى شعراوي وأم المصريين صفية زغلول والأستاذة نبوية موسى والدكتورة سهير
القلماوي وعالمة الذرة سميرة موسى وسيزا نبراوي والأديبة ملك حفني ناصف وحواء إدريس
والدكتورة كوكب حفني ناصف والدكتورة هيلانه سيداروس والأديبة عائشة عبدالرحمن والمحامية
نعيمة الأيوبي والصحفية منيرة ثابت والصحفية أمينة السعيد والطيارة لطيفة النادي..وكلهن
من الرائدات في مجالهن.
واخيراً هى من قال عنها الحجاج بن يوسف الثقفي محذراً واليه
طارق بن عمرو " اتقي نسائهم فلا تقربهم بسؤ وإلا أكلوك كما تأكل الأسود
فرائسها".
مع تحياتي..محمود فرحات