٢٩‏/٢‏/٢٠١٢

ابو الثوار..عزيز المصري



هو أبو الثوار الذي ترك بصماته الواضحة على صفحات الجهاد من اجل العروبة والإسلام ، حيث شارك بحماسة فى تحرير بقاع غالية من الوطن العربي ، ونذر كل ساعة من أيامه من اجل مكافحة الدخلاء المستعمرين .
كان عزيز المصري نموذجا من الأبطال نادر الوجود ، عاش بأخلاق وسلوكيات الفرسان فى تعامله مع كل من عاشرهم من الأهل والأصدقاء ورفقاء السلاح . وكان إنسانا يكره الخيانة ، ويتمسك بالخط المستقيم فى حياته العامة والخاصة ، مهما كان صعباً .
شهد عزيز المصرى عدة عصور ، وكان صانعا للعديد من الثورات أو مشاركا فيها . شارك فى صنع جزء كبير من تاريخ الشرق الأوسط كله ، كان عزيز المصرى رفيقا لمصطفى كمال أتاتورك ، وقاتل مع الجيش التركى فى الجبل الأسود وقاتل الإيطاليين فى ليبيا ، عين رئيسا لأركان أول جيش عربى فى الحجاز ، ثم وزيرا للدفاع . وهو الأب الروحى للضباط الأحرار فى مصر ، حيث عايش بداية الحركة والتمهيد للثورة ، وعاصر الأيام الحاسمة قبل قيامها ، وبعد أن وضعت أقدامها فى الحكم وكان جمال عبد الناصر وأنور السادات والضباط الأحرار يستشيرونه فى امور الثورة ، وكان المفروض أن يكون هو رئيساً للثورة المصرية ، إلا انه رفض ليحل محله اللواء محمد نجيب .
ولد عزيز المصرى عام 1880 م واسمه الحقيقى ( عبد العزيز زكريا على ) ، وكان فى العاشرة من عمره عندما توفى والده وكانت والدته تحنو علية بشدة ولكنها فارقت الحياة بعد أبيه بخمس سنوات ، فكفلته اخته حرم على باشا ذو الفقار محافظ القاهرة . درس المرحلة الابتدائية فى المدرسة التوفيقية وقد أتم الدراسة الابتدائية عام 1898 م وحصل على البكالوريا وكانت رغبته أن يلتحق بالكلية الحربية ودخل (المهندس خانة) المصرية لدراسة الرياضيات وعلم المثلثات والعلوم الحديثة استعدادا للالتحاق بالكلية الحربية فى اسطنبول ، وهناك أطلقوا عليه ( قاهرة لى عزيز على ) اى عزيز على المصرى وكان باستمرار من الأوائل فى الكلية الحربية التركية مما ساعده على الالتحاق بكلية أركان حرب التى تخرج فيها عام 1905م .
وأثناء سنوات الدراسة أعجب بالضباط الألمان ، الذين كانوا يقومون بالتدريس ، واحترم فيهم العقلية الجادة والتفكير السليم واحترام الإنسان وتقديس العمل وكان قد التقى خلال وجوده فى الكلية الحربية بعدد من الشباب العربى والأتراك الساخطين على الحكم العثمانى من بينهم نورى السعيد ، جعفر العسكرى ، مصطفى كمال أتاتورك ، وكان أتاتورك قد كوّن (جمعية الوطن) عام 1906م ثم انضمت هذه الجمعية إلى جمعية ( الاتحاد والترقى )التى كانت تهدف إلى خلع السلطان عبد الحميد ، وإقامة دولة تركية ديمقراطية وهى الجمعية التى كان عزيز المصرى عضوا فيها وانتهت جهود الجمعية بثورة شاملة عام 1909م أسفرت عن عزل ونفى السلطان عبد الحميد وتعيين السلطان محمد الخامس بدلا منه .
بعد استيلاء الاتحاديين الأتراك على امور البلاد ، دب الخلاف بينهم وبين الضباط العرب الذين كانوا يأملون فى الحصول على نوع من الحكم الذاتى لبلدانهم ، فلما لم يتحقق ذلك بدأت الدعوة إلى العروبة يشتدّ عُودها وكان لعزيز المصرى دور كبير فى هذه الدعوة ، فاختاره الضباط العرب لقيادتهم . انفصلت العناصر العربية عن جمعية (الاتحاد والترقى) وكوّن عزيز المصرى جمعية (القحطانية) إلا أن ثورة اليمن ضد الحكم العثمانى قامت عام 1911م وذهب عزيز المصرى على راس الجيش التركى لقمع الثورة وتمكن من حقن دماء الطرفين بعقد صلح مع يحيى حميد الدين إمام اليمن ، ثم سافر عزيز المصرى بعد ذلك إلى ليبيا لمحاربة الإيطاليين .
عاد المصرى إلى الآستانة سنة 1913م فى وقت بلغ العداء والاضطهاد التركى للعرب ذروته ، فاستقال من الجيش وتفرغ للعمل ضمن صفوف الحركة العربية وأسس فى العام ذاته بالتعاون مع مجموعة من الضباط العرب ( جمعية العهد ) التى ضمت فى عضويتها 315 ضابطاً عربيا وكان برنامج ( جمعية العهد ) يقوم على إنشاء اتحاد فدرالى يضم كل الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية ، بما فى ذلك مصر والسودان وطرابلس والمغرب وتونس على أن تنشىء كل قومية فيها كيان إداريا مستقلاً ويكون السلطان العثمانى رئيساً رمزياً لا فعلياً للاتحاد . وتزايد النشاط القومى لعزيز المصرى مما دفع السلطات التركية لاعتقاله فى فبراير عام 1914م وقدمته للمحاكمة ناسبة إليه عدداً من الاتهامات الباطلة وحكمت علية المحكمة العسكرية التركية بالإعدام ، وهو ما أثار حركة معارضة قومية فى كافة الأقاليم العربية ووصلت البرقيات والخطابات من جميع أنحاء العالم العربى ، تطلب من السلطان محمد رشاد محاكمة أنور باشا الذى كان وراء المحاكمة وان يطلق سراح البطل (عزيز المصرى) . وكتب أمير الشعراء احمد شوقي قصيدة إلى السلطان يشيد فيها بعزيز المصرى بطل اليمن وليبيا ، ومنها قوله : بالله ، بالإسلام، بالجرح الذى - ما انفك فى جنب الهلال يسيل ألا حللت عن الأسير وثاقه - إن الوثاق على الأسود ثقيل واضطر السلطان محمد رشاد إلى الإفراج عن ( عزيز المصرى) الذى عاد إلى مصر إلا أن الثائر لا يهدأ ، فالمصري لا همّ ولا تفكير له إلا وحدة العرب واستقلالهم . وأعلن الأميران ( على وفيصل ) نجلا الشريف حسين فى 5/6/1916م استقلال العرب من الحكم التركى ، واشتعلت شرارة الثورة العربية فى الحجاز ، فسافر( عزيز المصرى) إلى هناك للإسهام فى تنظيم الجيش العربى ، وعينه الشريف حسين وكيلاً لوزارة الحربية ، وقائدا لجيش العرب ، فحقق إنجازات كبيرة فى بناء الجيش وقيادته نحو النصر .
كانت دسائس الإنجليز سبباً فى حدوث الخلاف بين (عزيز المصرى) والشريف حسين ، لان المصرى رفض مراراً عروض الإنجليز بالتعاون معهم ، وكان يعرف حقيقة أطماعهم فى البلاد العربية ولذلك ما أن وصل إلى القاهرة حتى بدأت مضايقاتهم له خاصة بعد أن رفض التعاون معهم فى العراق ، واليمن التى عرضوا عليه أن يكون ملكاً عليها ، فرد عليهم بقوله :" كيف اجلس على عرش اليمن ، وهو ُملك لأهله وليس ُملكاً لكم " وسافر إلى أسبانيا منفياً وكان هذا الإجراء متوقع بعد أن فشلت محاولاتهم لإقناعه بالانضمام أليهم . ومن أسبانيا سافر( عزيز المصرى) إلى ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وفى ألمانيا عمل ( عزيز المصرى) مدرساً فى كلية أركان الحرب ، حيث كان يدرس تجربته فى حربه ضد البلغار ، وأسلوب حرب العصابات الذى ابتدعه وسط المناطق الجبلية ووسط الصحراء والغابات فى ليبيا ضد الإيطاليين .
ظل البطل ( عزيز المصرى) منفياً عن بلاده حتى عاد إلى مصر سنة 1924م بعد أن وصل حزب الوفد إلى الحكم وبعد شهور قليلة من عودته تلقى رسالة من صديقه وزميله فى الجيش العراقي الضابط ( ياسين الهاشمى ) الذى أصبح رئيسا لوزراء العراق ن يطلب منه سرعة التوجه إليه فلبّى الدعوة ، حيث التقى بالعديد من رجال ( جمعية العهد) الذين كانوا ضباطاً عراقيين فى الجيش العثماني ثم جاءوا للعمل فى الجيش العراقي . أخبره (ياسين الهاشمى ) أنه يفكر فى القيام بانقلاب عسكري فى العراق وتحقيق حلمه القديم بجعل بغداد نقطة الانطلاق كبلد عربي مستقل تكون البداية لتحرير البلاد الأخرى وطلب منه مساعدته على وضع الخطة المناسبة ولم يسترح الإنجليز لوجود ( عزيز المصرى) فى العراق فاستدعاه المندوب السامي البريطاني وسأله عن سر وجوده فردّ عليه عزيز عما يفعله هو فى العراق وهو الانجليزى الاجنبى ، بينما عزيز يعتبر وجوده فى العراق ،وطنه العربي ، أمراً طبيعياً لا يسأل عنه .وعرضوا عليه تعيينه رئيساً لشركة نفط العراق براتب قدره خمسة آلاف جنيه ، وبيت أنيق فى لندن ، ولكنه رفض ، فصدرت الأوامر بإبعاده عن العراق. وعاد ( عزيز المصرى) إلى القاهرة عام 1926م .
وتقديراً لدوره الوطني والقومي واعترافاً بعبقريته العسكرية اختاره محمد محمود باشا رئيس الوزراء المصرى عام 1928م مديراً لكلية الشرطة فاستحدث فيها أساليب جديدة فى التعليم والتربية واختار أعضاء هيئة التدريس من بين الضباط الأكفاء فى مصر وأصبح لهذه الكلية صيت واسع نظراً لما بذله (عزيز المصرى ) من جهد واضح وما عرف عنه من الحزم والجدية وعبقرية التنظيم والإدارة والمعرفة الموسوعية مما أثار إعجاب الملك فؤاد ملك مصر .
اُّعجب الملك فؤاد ( بعزيز المصرى ) وبما أحدثه فى كلية الشرطة فاختاره أن يكون الرائد الأول للأمير فاروق ولى العهد .
رقى إلى درجة الفريق وعين مفتشاً عاماً للجيش المصرى ليكون أول مصري يشغل هذا المنصب لكن قدر (عزيز المصرى ) أن يكون ثائراً باستمرار بعد أن عزله الإنجليز من منصبه الذى لم يقض فيه أكثر من سنة .
كانت المحطة الأخيرة فى حياة (عزيز المصرى ) العسكرية والسياسية هى ارتباطه بالضباط الأحرار وكان أنور السادات أول من التقاه من الضباط الأحرار حيث كان يزوره فى بيته ضمن غيرة من شباب مصر الذين كانوا يناقشونه فى امور البلاد السياسية وكان تنامى إلى علمه وجود تنظيم شاب فى الجيش يعمل على تخليص البلاد من الملك والإنجليز وان السادات ضمن هذا التنظيم .
وأصبح أنور السادات ضابط الاتصال بين (عزيز المصرى ) والضباط الأحرار وقرر أن يكون الأب الروحي لهم ونصح جمال عبد الناصر بعد نجاح الثورة بعدم محاكمة فاروق والاكتفاء بتنازله عن العرش. وعرفاناً بجميله وأبوته الروحية لهم اختارت الثورة الفريق (عزيز المصرى ) ليكون أول سفير لهم فى الاتحاد السوفيتي ليعمل على إعادة تسليح الجيش المصرى، وظل رغم تقدم العمر به متابعاً أحوال الوطن حتى وافاه الأجل فى 15 يونيو 1965م .

٢٣‏/٢‏/٢٠١٢

هذا هو الحمار.....!!!


بما أن الحمار أصبح حالياً هو حديث المجتمع المصري ومجلس شعبه ومحور الاهتمام في الإذاعة والتلفزيون وظهر له في مصر من المدافعين الكثيرين فصار سبباً للمطالبة بإسقاط الحصانة عن احد نواب المجلس الموقر وليس فقط وإنما المطالبة بمحاكمته لأنه جاب سيره سعادة الحمار المبجل في تصريحاته.
وتجاوباً مع هذه الأحداث التي نطالعها ليل نهار وانفعالاً بها فقد قررت ان ابحث في سيره مولانا الحمار أدام الله ظلة وحماة من كل سوء وقررت أن اكتب لكم هذه النبذة عن ذلك الكائن الوديع ذو اللون الأبيض والأذنين الطويلتين والذي كان له دور كبير في حياة البشر في الماضي وأصبح في الحاضر سُبه رغم ما له من أفضال وأيادي بيضاء على الإنسانية جمعاء.
فالحمار حيوان مستأنس من فصيلة الحصان وهو يعيش بصورة برية في صحاري آسيا وأفريقيا وبراريها، والحمار بشكله العام مثل الحصان ولكنه أصغر حجما وهو أقرب إلى الـبغل وله رأس كبير وذيل قصير ينتهي بخصلة شعر وحوافره صغيرة وأذناه طويلتان، و تسمى أنثى الحمار أتان وابنه جحش.
·         الحمار في التاريخ:
يعتبر الحمار من أقدم الحيوانات التي عرفها الإنسان واستئناسها واستخدمها في النقل والزراعة والسفر حيث عرف الحمار لأول مرة قبل حوالي ما يقرب من 12 ألف سنه في منطقة القرن الإفريقي (الصومال حالياً) حيث عرف الحمار كحيوان مستأنس قبل الحصان بحوالي 2000 سنة، ويعد الحمار الصومالي من أقدم أنواع الحمير في العالم وذلك ما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة حسب كتاب التاريخ الطبيعي للحيوانات الأليفة للعالم كلوتون بروك الصادر في عام 1999، عُرف الحمار في مصر القديمة منذ ما يقرب من 4000 سنه وقام الإنسان المصري باستخدامه في النقل والأعمال اليومية الزراعية حيث أصبح أهم أداة للنقل في مصر القديمة حيث يستطيع ان يحمل من 20 إلى 30% من وزنه ..وقد عُرف الحمار في منطقة الشرق الأوسط في حوالي عام 1800 ق.م، وقد سميت مدينة دمشق بمدينة الحمير في النصوص القديمة نظراً لنشاطها التجاري الواسع..وقد قدس الإغريق ومن بعدهم الرومان الحمار وجعلوه رمز للإله ديونيسيوس رب الخمر والعربدة والمساخر "والعياذ بالله"

·         مناقب الحمار وصفاته:
يتميز الحمار بعناده الشديد حيث أنها أشهر صفاته ولا يمكن إجباره على فعل شئ خارج إرادته، كما يتميز بالصبر وقوة التحمل وهو رمز للمظلوم المقهور الذي يعمل دون كلل أو ملل وهو نموذج للطاعة العمياء، ولقد أجريت عدد من الدراسات العلمية القليلة ظهر من خلالها ان الحمار أكثر ذكاءاً من الحصان كما انه يتمتع بالحذر والحميمية وانه لعوب وقابل للتعلم والتدريب.
·         الحمار في الأمثال:
تمثل الأمثال الشعبية المخزون الشعبي لثقافة جماعة إنسانية ما، حيث يتناقل الناس الحكم والأمثال الشعبية عبر الزمن كما لو كانت أشياء بديهية المعنى أو مسلمات يمكن الاستدلال بها في المواقف المختلفة دون قصد المعنى الظاهر لكلمات المثل وإنما المقصود يكون المعنى الخفي الذي يكون خلف الكلمات الظاهرة للمثل الشعبي.
ولقد برع المصريون القدماء في الحكم والأمثال الشعبية حيث أنها كانت هي الممثل لقيم المجتمع المصري في ظل عدم وجود كتاب سماوي وأحيانا كانت الحكم والامثال من وحي الإله.
ولقد نال الحمار كثير من الاهتمام في الأمثال الشعبية حيث صيغت العديد من الأمثال الشعبية التي تتحدث عن الحمار ومنها "اربط الحمار مطرح ما صحبه يحب" وكذلك "مقدرش على الحمار اتشطر عالبردعة" وهناك المثل القائل"اربط الغزال ريح الحمار ان متعلمش منه شهيقه يتعلم نهيقه" وكثيراً ما قيل لنا ونحن صغار "التكرار بيعلم الحمار" و"إذا ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار" و"الشاطرة تغزل برجل حمار" و"راح الحمار يطلب قرنين فرجع مصلوم الأذنين" و"موت يا حمار ليجيلك العليق" و"السرج المدهب ما يخلي الحمار حصان" و"عمر العدو ما صار حبيب إلا لما يصير الحمار طبيب" و"العلم نور والجهل عار ولا يرضى بيه إلا الحمار" و"اللي ما يقدر على الحمارة وعليقها يخلا من طريقها" و" اللي يعمل به القرد يعلق به الحمار" و" قامت الحمارة وقعدت الشرارة" و"كتر النخس يعلم الحمار الرفص" و"اذا سكت زي الجدار واذا نطق زي الحمار" و" اذا شبع الحمار نهق" و"ماتت الحمارة واتقطعت الزيارة"
·         الحمار في الكتب السماوية:
ورد ذكر الحمار في الكتب السماوية ومن ضمنها القران الكريم حيث ورد ذكره خمس مرات في القران الكريم سواء بلفظ حمار أو حمير أو حُمر، ففي سورة البقرة الآية 259 "وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"..وفي سورة النحل الآية 80 "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُون"..وفي سورة لقمان الآية 19 "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"..وسورة الجمعة الآية 5 " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا "..وسورة المدثر الآية 50 "كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة"...وفي الرسومات المسيحية غالبا ما يصور المسيح راكبا حماراً، أما في العهد القديم والتاريخ اليهودي فقد سمي ملك شيشم (نابلس حالياً) والذي مات على يد أولاد يعقوب (حامور) كنوع من التقدير له ودلالة على أن الحمار أخذ نظرة ذات قيمة عالية قديما.
·         الحمار في الفنون:
1-    الحمار في الأدب
هناك روايات عديدة تناولت الحمار، أهمها عربيا، حمار الحكيم لصاحبها توفيق الحكيم، يروي فيها صداقته له، مع أحاديثه التي يعتبرها أسهل من كلامه مع البشر، وهناك حمار جحا الشهير.
في الأدب الصيني قصة للحمار وتهور البشر، حيث يستعمل الملك حصانا في اجتياز الجبال، بدل من حمار قدمه له مزارع فقير ونصحه بأن الحمار أفضل للقيام بهذا العمل لأنه يتأنى وأقل هياجاً من الحصان، فيلق الملك حتفه بسبب الحصان وعجرفته، ويقول نادما ليتني أخذت الحمار دليلا.
2-    الحمار في الشعر
ومن روائع الشعر العربي ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن الحمار:
سقط الحمار من السفينة في الدجى..فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طلع النهار أتت به..نحو السفينة موجة تتقدم
قالت خذوه كما أتاني سالماً..لم ابتلعه لأنه لا يهضم
·         فوائد الحمار الطبية
اكتشف خبراء صينيون إمكانية الاستفادة من جلود الحمير المصرية في مجالات اقتصادية وطبية أيضا حيث أثبتت الدراسات العلمية انه يمكن استخلاص عقاقير ومنشطات جنسية من جلود الحمير دون أية آثار جانبية، ومؤخراً اُكتشف ان ألبان الحمير بها مضادات حيوية نادرة ولذلك فهي تدخل في إنتاج الأدوية.
 ·         الحمار والسياسة والمجتمع:
يوجد العديد من الجمعيات التي تدافع عن حقوق الحمير في كثير من دول العالم..كما ان الحمار وتقديراً لصبره وقوه تحمله وإصراره اتخذ رمزاً للحزب الديمقراطي الأمريكي، وفي التقويم الفرنسي هناك يوم يعتبر هو يوم الحمار.
وفي حين ترفض المجتمعات العربية وبخاصة في منطقة الخليج العربي تقبل فكرة تحديد يوم إجازة للخدم والسائقين، قامت مدينة (بلاكبول الساحلية شمال غربي إنجلترا) بتطبيق قواعد صارمة للحفاظ على الحمير إحداها ألا تتجاوز أيام عمل الحمار ستة أيام في الأسبوع ما بين العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء تتخللها ساعة راحة يومياً لتناول وجبة الغداء، علاوة على إجراء اختبارات صحية إلزامية قبل بدء موسم الصيف، ومنذ عدة سنوات أثارت سيدة أجنبية الجدل في مصر حينما ثارت عند رؤيتها لعربجي يضرب حمارا مستخدما عصا حديدية، تأثرت جدا بهذا المشهد وأعلنت رحيلها النهائي عن مصر وعدم الرجوع إليها بسبب الإساءة إلى الحمير وللحيوانات بصفة عامة في مصر، وقد تباينت ردود الجماهير ووسائل الإعلام ما بين مستنكرا لما فعلته هذه السيدة وان ما حدث لا يستحق رد الفعل هذا، ومنهم من حسد الحمار على وجود من اهتم بحقوقه وكان ذلك موضع اهتمام وسخرية في العديد من وسائل الإعلام لفترة، ولقد استعملت الحمير أيضا في الحروب لنقل المعدات أو للركوب، وقد خلّد استعمالها في تمثال لـ(جون كيرك باتريك سيمسون) مع حماره الذي أنقذ به العديد في الحرب العالمية الأولى، وحسب الكاتب البريطاني (ماثيو فورت) استعمل الإيطاليون الحمير لوقت قريب في جيشهم خاصة عبر الجبال لما له من قدره فائقة على تخطيها.
هذا هو الحمار الذي نَسب به بعضنا البعض تاريخه أعظم من تاريخ المئات منا...تحياتي


٦‏/٢‏/٢٠١٢

الشجـــــــــاعة تحتـــــــــاج الى رجــــــــــال

طالما كان في مصر
مثل هذه الضمائر الصاحية...
والقلوب النابضة...
فالثورة ستنتصر 
المذيع الراجل ابراهيم عبد الجواد
على شاشه التلفزيون المصري
وببرنامج  صباح الخير يا مصر
قال كلام عجزت السنه كثير ممن ينسبون الى جنس الرجال ان يقولوه
حتى لا يغضبوا رؤسائهم...والجزاء كان الفصل 
علشان نعرف ان الاعلام الحكومي
لا يعرف حرية الرأي وانما هو اعلام موجه


المجد للشهداء...والثورة ستنتصر
الله...مصــــــر...الشعب

٤‏/٢‏/٢٠١٢

كلنا مخطئون..كلناء شركاء


في ظل وضع مرتبك..تاهت الحقائق..وأصبحنا تائهين..!!
لا ندري من معه الحق..؟؟ من على صواب..؟؟ ومن على خطأ..؟؟
أهي الفوضى التي وعدنا بها المخلوع عليه لعنة الله..!!!
لكن الحقيقة الوحيدة الظاهرة الان...اننا جميعاً مخطئون..!!
نعم جميعنا مخطئون في حق هذا الوطن..اننا جميعاً يجب علينا ان نعتذر عن هذا الجرم في حق مصر..!!
مصر التي لم تبخل يوماً على واحد منا..انها مصر الام التي لم تتخلى يوماً عن ابنائها.. وبرغم اغتصابها ونهبها وسرقتها على مدى ثلاثون عاماً من قبل عصابة  مبارك ونحن صامتون..!!
لم نحرك ساكناً لنُصرتها..واكتفينا فقط بمشاهدتها وهى تغتصب امام اعيننا..!!
وبرغم كل محاولات هذه الثلة من المجرمين لتشويه صورتها امامنا لنكرهها..لنهجرها..لنتمنى الموت غرقاً عن العيش فيها..!!
مصر التي لم تلفظنا يوماً ارضها..او تضيق بنا برغم ضيقنا نحن منها..!!
كم واحد منا سافر الى الخارج واشتاق لها فعاد الى حضنها الدافئ وشعر بها بالامن والامان..كم من مصري مات خارجها وعادت جثته لتضمه ارضها الحانية..وكأنه الحب الابدي بين مصر وشعبها..!!
كلنا مخطئون لابد ان نعترف..لابد ان نواجه انفسنا..ونعترف بجرمنا في حق هذا الكيان الذي بدونه لن نكون..!!
كلنا مسؤولين عن كل الدماء التي سالت من يوم 25 يناير 2011 وحتى يومنا هذا..!!
كلنا اناني ..كلنا يفكر في ذاته..كلنا خونه لهذا الوطن..!!
عدنا لنترك هذا الوطن وحده..بل وتآمرنا عليه.!!
فما بين ثائرون يريدون التغيير...وما بين عواجيز يريدون الامتيازات في مناصبهم...وأما رفقاء كانوا بالامس القريب يداً واحدة  في الميدان واليوم هم يملكون كلمة الشعب..!!
الجميع خان هذا الوطن..واختلطت الاهداف وانتصر المخلوع وعصابته وذيوله الذين يعيثون في الارض فساداً..!!
كلنا مخطئون لاننا لم نأتي بحق من سقطوا أثناء أحداث ثورة  25 يناير وما تلاها من احداث وحتى الان..اين القصاص الذي فيه حياة للناس...؟؟
كلنا مخطئون لأننا وثقنا فيمن ولآهم مبارك قبل رحيله مقابل صفقة وضيعة..ورغبة في استمرار النظام البائد..لماذا لم يهب الشعب المصري كلة للاعتراض على كل رموز النظام البائد.
كلنا مخطئون لأننا نزلنا الاستفتاء على التعديلات الدستورية وقلنا نعم او لا...ولم ندرك إنها تمثيله من أذناب النظام البائد لصرفنا عن هدفنا .
كلنا مخطئون حينما سمحنا بالتشكيك في ثورتنا وشهدائنا وعدم الافتخار بهم ووصمهم بأقزع الالفاظ..فالامم المحترمة تفتخر بشهدائها وثوارها.
كلنا مخطئون حينما اخترنا شرعية الكرسي تحت القبه عن شرعية الميدان..فالشرعية في الميدان..الميدان هو من حقق لنا هذا الحلم واقعياً..وكان يجب ان يكون هو برلماننا والناطق بأسم الشعب.
كلنا مخطئون لاننا سمحنا بمهزلة مسرحية محاكمة مبارك وعصابته الحرامية القتله المجرمين..ووهمنا انفسنا ان هناك محاكمة حقيقية..ولم نقتص لشهدائنا من القتلة ونطهر البلاد من دنسهم.
اشعر ان الله الذي ايد ثورتنا عندما غيرنا انفسنا واتحدنا...يعاقبنا الان بفرقتنا وارجو من الله ان يثبتنا ويأيدنا كما ايدنا من قبل..فالعدو شرس ولا اخلاق له. 
ايها المصريون افيقوا رحمكم الله..ايها المصريون توحدوا..عدوكم واحد وهدفكم واحد..عدوكم مبارك المخلوع وعصابته واذنابة الذين مازالوا يحكموننا..وجميع الفاسدين في كافة المصالح الحكومية والوظائف العامة..وهدفكم مصر..انصروها ساعدوها ان تعود الى سابق عهدها قائده ورائده..ابنوها قويه عظيمة حققوا املها كونوا اوفياء للاجدادكم العظام الذين بنوا المجد وتركوه لكم امانه..فلم ترعوه..
اللهم انها مصر التي شرفتها بذكرها في كتبك..فنورت حروفها..وقدست اسمها..وعليت ذكرها..وجعلتها واهلها في رباط الى يوم الدين..اللهم سلمها من كل سؤ..اللهم اقصم من يريدها بشر..اللهم اني اسألك بحق هذا البلد وحرمته ان توحد اهلها على خير..وان تنصرها على اعدائها..اللهم بحق شهدائها ان تحقق لها املها..وان تنصر ثوارها على من يحيك لهم الفتن..اللهم امين اللهم امين اللهم امين....!!!


١‏/٢‏/٢٠١٢

حداد على ابناء مصر


حداد على ابناء مصر
حسبنا الله ونعم الوكيل
في ليلة ذكرى معركة الجمل
قتل 73 من  التراس اهلاوي
جنود الثورة البواسل
التراس اهلاوي
والتراس الوايت نايتس
هم من دافعوا ببسالة وبطولة في موقعة الجمل
عن الثورة والثوار
كانوا مقصودين الليلة
بمعركة بورسعيد
وبحريق استاد القاهرة...!!!
لك الله يا مصر
واسلمي في كل حين