٢٩‏/١١‏/٢٠١٢

الديكتاتورية المؤقته تؤدي الى بواسير مزمنه


يكتب وائل نوارة 
جريدة التحرير 29-11-2012

فيه ناس بتحب تلخبط اللى قدامها..
هيه طبعها كده...
عاملين زى اللى بيقف فى الموالد، ومعاه ترابيزة بتطَّبَّق، وكام ورقة كوتشينة وفين السنيورة...
وطبعا حواليه كام واحد من أهله وعشيرته، من المستشارين والإعلاميين من عينة عماص وأبو بركات، يحبّشوا الموضوع ويعملوا إن اللعبة كسبانة، عشان يخمّوا الضحية المسكين...
خد عندك مثلا الإعلان اللا دستورى..
مادة بتتكلم عن حقوق الشهدا ومحاكمات القتلة... جميل...
ومادة بتتكلم عن مش عارف مدرك إيه... رائع...
وهوب تدخل على بقية المواد، تلاقيها كلها بتدى لمرسى وأهله وعشيرته، صلاحيات إلهية، لم يحصل عليها أى حاكم لمصر منذ قورش، فى القرن الثانى عشر قبل الهجرة...
مواد تحصّن قراراته ما سبق منها وما لحق...
ما قد صدر منها وما قد يصدر ...
ما يصدر عنه بالقصد وما يصدر عنه بالخطأ....
مثلا يجد حاجب الرئيس -شماشرجى الفرمانات- ورقة على مكتب الرئيس، فيسرع فى إصدارها كقرار محصَّن، ثم يكتشف الشعب أنها كشف طلبات بقالة وخضراوات ومستلزمات للبيت، تركتها حرم الرئيس على مكتبه لتذكّره بها.
وطبعا تصدر فى إعلان إلهى، ولا يمكن مراجعتها لأنها محصَّنة
ثم يأتى أحد مساعديه -عماص- وهو أحد أهم أفراد أهله وعشيرته، ويخرج علينا بأحد الألاعيب، تماما مثل المحيطين بترابيزة السنيورة إياها...
بيقول إيه يا سيدى...
قال لك إسكت... أصل انتو مش عارفين...  الديكتاتورية اللى مزعلاكم دى... ديكتاتورية مؤقتة... شفتو بأه كنتم فاهمين غلط وظالمينا إزاى؟
بالأمارة أول ما الدستور الجديد يطلع ويوافق عليه الشعب بـ«نعم» فى الاستفتاء، حنلغى الإعلان اللا دستورى الديكتاتورى اللى مش عاجبكم...
يا سلام سلم... طيب وافرض يا عم عماص إن الشعب ماوافقش؟
يرد: بسيطة... يفضل الإعلان اللا دستورى ده شغال لحد ما الشعب يوافق...
آه عقاب يعنى؟
يعنى يا إما الشعب يوافق على الدستور اللى انتو حاطينه بناسكو وأهلكم وعشيرتكم لوحدكم خالص... أو نفضل مبليين بالإعلان المشؤوم؟
العب غيرها...
وبعدين تعالى هنا يا دكتور عماص... الفترة اللى فيها الإعلان الإمبراطورى «المؤقت» ده سارى... مش دى برضه الفترة اللى بنحط فيها الدستور وقوانين الانتخابات وأسس العملية السياسية -قواعد اللعبة السياسية- أصول المنافسة؟
طيب ما هو الإمبراطور -قصدى الريس- زى أى إنسان -شيطانه حيوزّه علشان يفصّل يعنى قواعد العمليات دى كلها- بحيث يعنى يخلّى القواعد دى لصالحه هو وأهله وعشيرته...
وبالمرة يرستق ناسه فى الأماكن المهمة، وبرضه شوية يضايق معارضيه -ويقفل القنوات اللى مش بيحبها- والجرايد اللى أم أحمد بتستتقل دمها، يمكن لأنها مابتنشرش صور حلوة للحاج -أو يمكن أنيل- عمالة تنشر صور نميسة كده للراجل، بعد ما عمل النيو لوك والمعاكسات ابتدت تشتغل على ودنه...
يعنى بالمختصر يا عم عماص الديكتاتورية «المؤقتة» دى ممكن تؤدى والعياذ بالله لبواسير والتهابات حادة مزمنة من جراء الديكتاتورية الدائمة اللى حتحط علينا...
والبواسير دى على فكرة بتيجى للحاكم والمحكوم... الحاكم من كتر القعدة على الكرسى... والمحكوم الغلبان طبعا من كتر الـ... خوازيق.
قام عماص وشه اتغير وكأنه ياخويا زعل، وعمل نفسه يعنى كأنه اتهان وقالك:
إيه ده.. إنتو مش واثقين فينا ولّا إيه؟
قلت له يا عم عماص وثقنا فيكو لما قلتو مش منزلين رئيس ونزّلتو، وقلتو حننزل على 30% فى البرلمان ونزلتو على 100%، وقلتو حنعمل تحالف وقوايم سوا سوا، وبعدين خدتوا كل القوايم لحد نمرة 4 لأهله وعشيرته، وادّيتو لشُرَكاتكم بدءا من نمرة 5 -يعنى ساقط ساقط- أو علشان ينجح بمعجزة لازم 4 إخوان فى عين اللى ما يصلى على النبى ينجحوا قبليه...
ونروح بعيد ليه... مش التأسيسية يا أخ عماص، وعدتم إنها تبقى متوازنة ومعبرة عن الشعب؟! دلوقتى بعد انسحاب كل القوى المدنية والكنايس والنقابات، من كلامكم انتو، إن عدد المنسحبين أقل من 24 ومالهمش تأثير يبقى انتو كنتم جايبين الناس دى ديكور وتقدروا تخلصوا الدستور من غيرهم.. فين التوازن هنا بقى؟
ونثق فيكم إزاى تانى؟
هنا ارتج الكلام على الأخ عماص... وشاورلى كده على حاجة فوق وقال:
إيه ده...
تصور.. عصفورة فى الاستوديو.
وعلى ما بصّيت لفوق ودوّرت مالقيتش حاجة، اتْلفّتّ حواليا لقيت فجأة الأخ عماص اختفى، ولَمّ الترابيزة والكوتشينة وكأنه فص ملح وداب...
بس لقيت ورقة كوتشينة واحدة مقلوبة على الأرض...
كشفتها...
طلعت السنيورة...
سبحانك يا رب.

رابط المقال
http://tahrirnews.com/columns/view.aspx?cdate=28112012&id=e1aca719-48ff-415c-a623-c9c526f5dd42

١٨‏/١١‏/٢٠١٢

حداد على اطفال مصر..وحسبنا الله ونعم الوكيل


متعيطيش يا امي بقى ... مانتى الى صحتينى ...
وقومت الصبح بدرى ... لبست وفطرتينى ...
وانتى الى بسرعه برضو ... بوستينى وحضنتينى ...
كان نفسى احضنك اكتر ... وانتى الى استعجلتينى ...
قولتيلى يالا بسرعه ... ومش عايزة تأخرينى ...
خدنى الاتوبيس وروحت ... 
لمطرح ما يودينى ...
اتارى فاضل ثوانى ... وتخلص خلاص سنينى ...
ياخسارة بقى كان نفسى .. تيجى وتودعينى ...
كان نفسى افضل جنبك لحد ما تشوفينى ...
كبير ياامى وحاجه انفع انا بيها دينى ....
فى الجنه ياامى عايش بلعب ويا زميلى ...
ما هو برضو جه معايا مرضيش يخلينى ...
هلعب معاه ياامى لحد ماانتى تجينى ..
بعد عمر طويل وساعتها هتلاعبينى ...
والى هيجبلى حقى ربى الى حامينى


١١‏/١١‏/٢٠١٢

ابو الهول يشكو...!!!


ابوالهول يشكو..!!
محمود فرحات
وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابني قواعد المجد وحدي
استمعت لحوار احد أجلاف الوهابية الشاذة الأفكار وهو يقول أن ابوالهول لابد وان ينسف كما نسفت طالبان تمثالي بوذا ومن شده حنقي على ذلك المتأسلم، فقد هاجمني النوم فنمت وحلمت حيث كان هذا الحوار:

(استوقفني ابوالهول واخذ يبكي ويشكو إلي ويقول:
أنا أبوالهول كما سماني العرب (حر ام إخت) بالمصرية القديمة (حرماخيس) باليونانية  
أنا ابوالهول قاهر الزمن رمز مصر وفخرها وعزتها وسر بقاء ذكرها..أنا مصر
أنا ابوالهول الأسد الرابض فوق هضبة الاهرام احمي تراث الاجداد وانظر إلى ما يفعله الأحفاد
أنا ابوالهول عمري الآلاف السنين صامت لا أتكلم لكني أرى واسمع...شاهدت الكثير والكثير
أنا ابوالهول بناني المصريون القدماء منذ عصر الاسرة الرابعة في الدولة القديمة
مرت علي الأحداث شاهدت انتصارات وانكسارات، قابلت عظماء وتطاول علي حمقا وسفهاء
أنا ابوالهول أول من امن في الوجود بالله رب العالمين حين امنت بعقيدة التوحيد على يد نبي الله ادريس علية السلام
أنا ابوالهول قابلت إبراهيم وأيدته وساعدته في نشر دعوته ووهبته احد بناتي هاجر (هكر) لتكون أم اكبر اولادة إسماعيل ابني أنا أيضا وأول من نطق بالعربية وهى لغة مشتقة من لغتي المصرية المقدسة.
أنا ابوالهول أويت يوسف صغيرا مطرودا من اخوته ضممته في صدري وقلت له لا تحزن ان رب مصر لن يتركك وكنت أعاني من ظلم أجلاف الصحراء وقسوتهم علي في ذلك الزمن حيث تعرضت مصر لغزو من الهكسوس الانجاس وقد زال الظلم عن يوسف كما زال الظلام عني على يد ابني اعحمس العظيم
أنا ابوالهول ولد على يدي موسى ونشر دعوته آمنت به وأمن معي الالاف المصريين ووقفنا في وجه احد حكام مصر تجبر وظلم
أنا ابوالهول من هرب إلي المسيح فرحبت به وجعلت ارض مصر له خير ملاذ ومن شعب مصر اخلص مؤمنين به وبدعوته إلى يومنا هذا
أنا ابوالهول فرحت لمولد الهدى محمد علية السلام فأرسلت له احد بناتي ماريه القبطية لتكون أم لأحب أولاده إبراهيم ..أطعمته من عسلي فدعا لي ولأهل مصر جميعا.
قابلت عمرو بن العاص وكبار الصحابة فحيوني بتحية الإسلام السمحة وتركوني رابضا فوق ربوتي احمي تاريخ أعظم أمه
عصرا بعد عصر قابلت أمام خلف أمام ولم يصبني أذى..عشت في ظل الإسلام في سلام
ولكني اليوم يا أولادي أعاني..
أرى وجوها غريبة وأفكارا عجيبة..هى نفسها وجوه الهكسوس البغيضة وافكارهم الشاذة
أراهم ينوون قتلي واقتلاعي من ارض مصر
هؤلاء ليسوا أولادي ..هؤلاء أولاد الصحراء القاسية
الم يسمعوا سنوهيت وهو يبكي ويشتاق إلي حنين ويقول أريد أن ادفن في ارض مصر
هؤلاء أبناء الوهابية وأفكارها الشاذة الهمجية
هؤلاء من قتلوا أولادي المصريين في الثمانينات والتسعينات
أشباح الظلمات عادوا من جديد ليعيثون في الأرض فسادا فهل أبنائي الأوفياء لهم تاركون.)
فانتفضت من نومي أقول لا يا ابوالهول لان نفرط فيك أبدا
نحميك بدمائنا فأنت الدليل الباقي على هويتنا المصرية وعظمتها
فأنت سر خلودنا الأبدي

٧‏/١١‏/٢٠١٢

المرأة في مصر القديمة


المرأة في مصر القديمة
يكتب:  محمود فرحات



المرأة في مصر القديمة حينما كان الإنسان مازال كائن بشرى راقي يشعر بآدميته حينما كانت في مصر حضارة مازال يشار إليها والى أثارها في كل ميدان علنا أن نستفيد من ولو شئ من ماضينا..أعرض في عجالة كيف كانت المرأة في ذلك المجتمع البكر وكيف كانت نظرة الرجل للمرأة وكيف كانت تعامل في هذا المجتمع الراقي الذي يشرفني أن أكون احد أحفادهم 
ولنرى أولا كيف نظرت المجتمعات القديمة للمرأة وإذا بدأنا بالمجتمع الإغريقي واستمعنا لأحد كبار الخطباء والسياسيين‏ الإغريق وهو (ديموسثنيس‏) يتحدث في القرن الرابع ق‏.‏ م عن المرأة اليونانية فيقول‏: ‏"إن لنا محظيات يجلبن لنا السرور‏,‏ وبنات هوي يقدمن لنا متعة الجسد‏,‏ وأخيرا فإن لنا زوجات ينجبن لنا الأبناء‏,‏ ويعتنين بشئون بيوتنا‏"هكذا كانت المرأة في بلاد الإغريق مصدر للمتعة أو الإنجاب أو الأعمال المنزلية.
فإذا انتقلنا لمجتمع آخر‏ وليكن المجتمع الروماني‏ وجدنا لرب الأسرة‏‏ بحكم القانون‏‏ حق السلطة الأبوية علي كل أفراد الأسرة بمن فيهم الزوجة‏ وبما في ذلك حق الحياة والموت‏‏ كذلك لم يكن للزوجة أن تمتلك أي شيء دون موافقته‏ كما لم يكن للابنة أن تتزوج دون هذه الموافقة‏‏ فإذا تزوجت الابنة يصبح عليها لزوجها نفس الحقوق بوصفه ربا للأسرة الجديدة.فكانت المرأة مجرد جارية لا سلطة لها ولا حق.وإذا توجهنا صوب الشرق لنرى حال المرأة في المجتمع العربي قبل الإسلام وجدنا حالها أسوء بكثير حيث المرأة عار على أسرتها فهي لا محالة مقتولة عقب ولادتها حتى أن القرآن الكريم قد تحدث عن هذه الظاهرة الهمجية قتل البنات بدفنهن بالتراب أحياء لأنهن عورة وهذا الذي نهى عنه الإسلام، لكن في حاضرنا الآن من يريد أن يعود بنا إلى الجاهلية بلف المرأة بالنقاب واعتبارها عوره ومنعها أي حق واعتبارها مجرد قطعة من مقتنيات المنزل هى وسيلة للترفيه والتمتع والإنجاب وفقط فهي نصف إنسان وهى ناقصة عقل ودين....!!!
المهم نعود لموضوعنا ونشوف بقى المجتمع المصري القديم كيف عامل المرأة، ونلقي هنا الضوء على الزوجة والتي كانت تلقب "سيدة البيت، أو ست الدار" كما كان يطلق عليها لقب "محبوبة زوجها". وكان الزوج ينادي زوجته بـ"شقيقتي" على نحو يفيض بالرقة والمودة وعاطفة محبة.ولم يكن يعني ذلك أبدا أنها بالفعل شقيقته وإنما اعتبارها في مقام وقدر شقيقة الدم من المودة والحب الاحترام. 

كانت مثل هذه الأحاسيس والمشاعر تظهر واضحة من خلال الصور والتماثيل التي تجمع الزوج والزوجة وكذلك الكتابات والوصايا والتي سنتحدث عنها لاحقا لنرى كيف كانت نظرة الشاب إلي محبوبته‏ حيث لا يكتفي بوصف جميل ملامحها وقدها‏,‏ وإنما يقرن بذلك ما ينتظر أن تتمتع به من شخصية إيجابية ومتزنة ومتفتحة في الوقت ذاته. وهو أمر نتعرف عليه من قصيدة ترجع إلي ما قبل القرن العشرين ق‏.‏ م‏,‏ حيث يرد فيها علي لسان الشاب‏ ما يلي:"ذات الفضائل الساطعة والبشرة الناصعة‏..‏ ذات النظرة الصريحة والشفاه التي تنطق في عذوبة فلا تخرج من بينها كلمة واحدة تجاوز المطلوب" وبعد أن يصف بالتفصيل جمال قدها‏ يقول‏:‏"إنها نبيلة الخطو حين تمس قدماها الأرض‏ ‏ إنها تغمر بالسعادة كل من تلقي إليه بالتحية".ومن كلام الحكماء المصرين (أنبياء مصر) ووصاياهم لأبنائهم فنجد الحكيم (بتاح حتب) يوصي الرجال منذ حوالي العام 2400 ق.م فيقول  "إذا كنت رجلا ذي شأن فأسس لنفسك أسرة وأحب زوجتك في المنزل كما يجب، وأشبعها و واكس ظهرها واستر عليها وكن بلسما يداوي ويريح أطرافها، واشرح صدرها وأدخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها؛ فهي حقل طيب لسيدها و إياك أن تقسو عليها فان القسوة خراب للبيت الذي أسسته ..فهو بيت حياتك لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمام الإله "


ويقول الحكيم (آني) في القرن الرابع عشر ق‏.‏ م‏,‏ فيقول للرجال "لا تكن رئيسا متحكما لزوجتك في منزلها، إذا كنت تعرف أنها ممتازة تؤدى واجبها في منزل الزوجية، فهي سعيدة وأنت تشد أزرها، ويدك مع يدها أو بترجمة أخري‏:‏"لا تضايق الزوجة في بيتها‏..‏ طالما أنها تؤدي دورها بكفاءة‏.لا تقل لها أين وضعت هذا الشيء‏,‏ أحضريه لنا‏ طالما أنها وضعته في مكانه الصحيح‏‏ وأنت تعرف قيمة زوجتك وسعادتكما حين تكون يدك بجوارها‏..‏ فكل زوج ينبغي أن يتحلي بضبط النفس‏ وهو يعامل زوجته‏"
أما الحكيم (سنب-حتب) فيوصي ابنه بما يلي" إذا أردت الله فأحب شريكه حياتك اعتن بها تعتن ببيتك وترعاك، قربها من قلبك فقد جعلها الإله تؤما لروحك، إذا أسعدتها أسعدت بيتك، وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة وعطرها الخاص، فكل ذلك سينعكس علي بيتك و يعطر حياتك ويضفي عليها الضوء، إسعدها مادمت حيا فهي هبه الإله الذي استجاب لدعائك بها، فتقديس النعمة إرضاء للإله ومنعا لزوالها"


علي أن الأمر هنا لم يكن مجرد حب وتقدير من جانب الزوج‏,‏ وإنما كان في حقيقته اندماجا أو نوعا من التوحد بين الروح والجسد بين الزوج والزوجة يجمع بينهما الحب المتبادل والعمل المتكامل وهنا نجد نصا في دير المدينة علي الضفة الغربية للنيل في مواجهة الأقصر‏ يتضمن رسالة من رجل إلي روح زوجته المتوفاة‏,‏ منقوشة علي حجر عند قاعدة مقبرتها يقول فيه "أيتها الجميلة بلا نظير‏،‏ أنت التي كانت تعيد الماشية إلي البيت‏,‏ وتعني بحقولنا‏,‏ ويقع علي كاهلها كل ما هو شاق دون أن تطلب المساعدة‏,‏ آه يا ذات السحر والجمال‏". كما تؤكد هذا المعني وثيقة بردية موجودة بالمتحف المصري بالقاهرة ترجع إلي نحو ألف عام ق‏.‏ م‏,‏ تظهر عليها صورتان لامرأة تشارك زوجها عمله بالحقل‏,‏ مرة في موسم الحرث والبذر‏,‏ وأخري في موسم الحصاد ..
وهذا يجرنا إلي الحديث عن المرأة في الفن المصري القديم حيث نجد مكانة المرأة في مصر القديمة مساوية تقريباً لمكانة الرجل. وتظهر التماثيل والنقوش النساء في الغالب بحجم مساو للرجال مما يوضح احترام المصريين للنساء.وكان الزوج يسعد بتصويره ضمن مجموعة عائلية مع زوجته أو زوجاته وأبنائه، أو حتى مع بناته فقط. فتماثيل (رع حتب و نفرت) وثالوث (منكاورع) والقزم ( سنب )مع أسرته و(آخ حتب )مع أسرته وكذلك تمثال المجموعة لـ(سوبك حتب) و(مر سى عنخ) وبناته و(سن نفر ) و(سناى) وأيضاً (آك) مع (حتب حر نفرت) ولوحة ( آنتف)، كلها تمثل مجموعات اسرية من مصر القديمة.
ولقد عثر على تماثيل تصور العديد من السيدات البارزات في مصر القديمة فمثلاً زوجة القائد (نخت مين) التي عاشت فى نهاية عصر الأسرة الثامنة عشرة كانت نموذجاً لتمثال رفيع. فقد نجح النحات في تمثيل الجسد وتفاصيل الرداء ذي الثنيات وكذلك ملامح الوجه الرقيقة لهذه السيدة الجميلة.

وهناك امرأة أخرى شغلت مكانة هامة في الحياة الاجتماعية ألا وهى السيدة ( تويا) زوجة (يويا) و أم الملكة (تى) معشوقة (أمنحتب الثالث) وزوجته المحبوبة والمعروض قناعها الجميل المصنوع من الكارتوناج في المتحف المصري.
ونعرف أيضاً السيدة (سناى) زوجة حاكم طيبة (سننفر) والتي ظهرت مع زوجها وابنتها في تمثال رائع. ونلاحظ أنها ممثلة بنفس ارتفاع الزوج. ونذكر أيضاً (منانا) زوجة (خع امواست) فقد صورت برشاقة بجوار زوجها في التمثال وهى ترتدي تمثال ضيق حابك ذي ثنايات على الأذرع وشعر مستعار طويل بشريط أو خصلات على هيئة..هذه هي المرأة في مصر القديمة كم كانت مقدرة.