٢٠‏/١٠‏/٢٠١٣

تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني


يستند «تعامد الشمس» إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.

واستند قدماء المصريين في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماما.

و«تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة.

 وجعل القدماء المصريين هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي، تنحرف انحرافا صغيرًا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.


يشار إلى أن هذه الظاهرة اكتشفت في عام 1874 حيث قامت المستكشفة «إميليا إدوارذ» والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل) والذي جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها».

٩‏/١٠‏/٢٠١٣

رمــان بابه

2- رمان بابه
يكتب: محمود فرحات



الشهر الثاني من شهور السنة المصرية هو بابه والذي سيبدأ يوم الجمعة الموافق 11 من اكتوبر وكما كان يقول الاجداد (اذا جاء بابه ادخل واقفل البوابه) كنايه عن البرودة، وشهر بابه مشتق من الاسم المصري القديم (بن ابت) وفيه عيد الاوبت وهو عيد ينتقل فيه الزورق المقدس لـ(آمون) الخفي من معبد الكرنك الى معبد الاقصر.

اشتهر شهر بابة بالرمان فقيل (رمان بابه) والرمان ليس فاكهة مصرية بل تم جلبها الى مصر والغالب ان موطنها الاصلي بلاد الفرس ويعتقد (لوريه) ان الهكسوس هم من ادخل الرمان الى مصر
وكان الرمان يسمى بالمصرية القديمة (إرمآن) ومن هذه اللفظة المصرية سمي رُمان، واقدم رسم لشجرة الرمان وجدت على الاثار المصرية بمقبرة تل العمارنه من عهد (اخناتون) كما اورد الدكتور (اونجر) رسوما لهذا النبات مأخوذه من مقابر طيبة.


ولقد انتشرت زراعة الرمان في مصر ويستدل على كثرة زراعته من العبارة الواردة في برديه (انستاسي) ومضمونها ان ما جمع من الرمان من احدى الحدائق يبلغ عشرة آلآف قفه ويوجد بمتحف فلورنسا وبرلين وليدن ولندن بقايا من ثمار الرمان عثر عليها في مقابر لقدماء المصرين ربما كانت من اطعمة الزيارات التي كانت تقدم للمتوفي.

صنع المصريون القدماء نوعا من الشراب سموه (شيدو) مكونه الرئيسي هو عصير الرمان كما كان يذكر دوما مع النبيذ في برديات الاقدمين كما يقول العالم (لوريه) في كتابه (نبات مصر القديمة).

ووردت ببردية (ايبرس) الطبيه وصفة لمستحلب مصنوع من جذور الرمان واخرى من قشر الرمان بقصد طرد الديدان المعوية جاء فيها (ان قشر الرمان اذا مزج بالماء وعُصر وروق وشرب دفعه واحده طرد الديدان المعوية) ولا يزال هذا العلاج مستعملا حتى يومنا هذافي الطب الشعبي مع بعض التعديلات.

١‏/١٠‏/٢٠١٣

رسائل حُب عمرها الآف السنين



(1)
يقول (بيتوزيريس) واصفا زوجته (سات ورت) :
"زوجتي..
حبيبتي ربة الحسن والجمال،
الرقيقة بحبها، ذات الكلمات الفصيحة،
والاحاديث الطيبة، والنصائح النافعة...
ان كل ما تنطق به شفتاك يتشابه تماما مع اعمال معات،
حقا انك زوجة كاملة، لك مكانة مرموقه،
تمد يدها للجميع بالخير، وتتكلمين كلاما طيبا،
ولا يخرج من بين شفتاكي ما يسئ..
انت دائما مفعمه بالحب للجميع"

(2)
تقول مريت آتون في رساله ارسلتها الى زوجها وعشيقها الذي ذهب ليلاقي الاعداء:
"سأكون في انتظارك..دائماً في انتظارك..
فأنتظارك هو الأمل الذي احيا به وأعيش له..
ومادامت تميمة حتحور تزين صدرك العريض وتوءمتها تزين معصمي
فالله سيحفظك لتعود سالما إليّ كما وعدتني بمحراب المعبد..
حبيبي..
سأكون بانتظارك وسأرتدي اجمل ازيائي
كالشجرة التي تتزن بأجمل ازهارها..
حبيبي..
سأكون بانتظارك كعيدان القمح التي تتزين بسنابلها الذهبية
لتستقبل طيور السمان وتخفيه عن عيون البشر.."

(3)

تعالوا نستمع الى القائد (سنوحي) حينما شاهد محبوبته (تيكاهيت) ماذا قال:
"ها انا ارى حبيبتي مقبلة تتهادى كنسمة الربيع..
بقوامها الذي يشبه النخلة الرفيعة
مرفوعة الرأس يداعب الريح ضفائرها..
وتزين الثمار الحمراء خدودها وجيدها،،
تكاد قدماها لا تلمسان الارض وهى تخطو كراقصات المعبد..
وتتماوج ذراعاها ويداها في دلال كأمواج البحر..
واسمع صوتها الجميل يحملة النسيم من بعيد كرنين قيثارة حب,,
ها انا ارى حبيبتي مقبلة فيبتهج قلبي
وأمد ذراعي لاضمها الى صدري..
ويهتز قلبي فرحاً وهو ينتقل من صدري الى صدرها..
ويهتز قلبها فرحا وهى تهمس.. حبيبي لا تبتعد عني وابقى بجانبي،،
فلنقتطع رحلة الحياة معاً نجدف سوياً حتى نصل الى شاطئ النهاية..
تبارك حبنا اشعة الشمس ويرعى حبنا عين الاله"

(4)

يقول (بتاح حتب ) موصيا ابنه بشريكة حياته:
"اذا اردت الحكمة فأحبب شريكة حياتك
اعتن بها ترعى بيتك
قربها الى قلبك فقد جعلها الله توءما لحياتك
زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضله
وعطرها المفضل
حافظ عليها ما دمت حيا
فأنعم بها ولا تكفر بالنعمه التي وهبها الله لك
حس بآلامها قبل ان تتألم
وبجوعها قبل ان تجوع
انها تعيش في انفاسك
وفي نظرك
وفي جسدك
انها ام اولادك
وانت مسؤول عنها امام الله الذي اقسمت في محرابه
ان تكون لها اخاً وشريكاً في الحياه"

(6)
ويقول حور سنب لابنه موصيا ايها برفيقة حياته:
"يا ولدي
العاقل من لا يسلك طريق الحياة بمفردة
بل يختار شريكة تعاونه على اعباء الايام
في رحلة العمر
اخترها جميلة..عاقلة
كبيرة القلب
يجعل منكما الرباط المقدس روحا واحده
وقلبا واحدا
واملا واحدا
تربط بينكما الثقة المتبادلة"

(7)
يقول (اني) حكيم مصر ناصحا الاحفاد:
"اذا كانت شريكة حياتك كاملة مدبرة
فعاملها بالرفق واللين والاحسان
ولا تعاملها بالخشونه والقسوة
فالمعاملة الطيبة تقربها من قلبك
والمعاملة الخشنة تبعدها عن قلبك
اذا اخلصت لها اخلصت لك
واذا رفعت قدرها
رفعت قدرك امام الناس
وبقدر احترامك لها يحترمك الناس
فالمعاملة الحسنة
تزرع شجرة المحبة في دارك
لتنمو بدلا من شجرة البغضاء"

كم كنتم عظماء اجدادي ..

حتى الحب علمتموه العالم قبل ان تعرف جوليت كيف تحب روميو او يلتقي قيس بليلى