مصر والسودان..شعب واحد

شعباً واحدا .. لابد ان يتحدا


كانت مصر والسودان بلداً واحداً عبر تاريخهما الطويل. ولقد جمع نهر النيل الخالد بينهما بروابط مشتركة في الحضارة والتاريخ، بالإضافة إلى مقومات الوحدة الأخرى، والعلاقات التي تربط بين شطري الوادي ترجع إلى عصور قديمة في التاريخ. فإن أول ما يطلعنا به التاريخ أنهما أقدم كيان وحدوي عرفه الإنسان ولقد كشفت الكتب القديمة والآثار عن مدى قوة الترابط بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان وكثيراً ما تداخل تاريخ البلدين.

وفي فترة الخلافة العثمانية أُصدرت عدة فرمانات تنص على اعتبار مديريات النوبة ودارفور وكردفان وسنار ومينائي سواكن ومصوع، وجنوباً حتى خط الاستواء، كُل ذلك يؤلف مع مصر كياناً سياسياً واحداً يجعل وادي النيل بقطريه مصر والسودان بلدا واحدا يؤلّف وحدة سياسية دولية، كأيّة وحدة دولية قائمة في العصر الحديث.
ولقد اعتبر دستور مصر الذي صدر عام 1880م، السودان جزءا لا يتجزأ من مصر. وقد تمثلت وحدة النيل في مظاهر متعددة منها وحدة الجيش والإدارة ويمين الولاء ووحدة العلم ووحدة النقد والعرش والهتاف لملك واحد هو ملك مصر والسودان، وقد استمر هذا الوضع الوحدوي إلى أن استطاع الاستعمار البريطاني بث سمومه للفصل بين الشقيقين السودان ومصر ،بحيث يخرج الجيش البريطاني عن مصر مقابل إعلان استقلال السودان.
وحقداً من الدول الاستعمارية الكبرى الحالية والدول ذات المصلحة على اضعاف كلاً من مصر  توأمها السودان لصالح اسرائيل العدو الاول لكل اشكال التنمية في المنطقة للاجتفاظ بتفوقها في المنطقة لذلك وجدنا هذه القوى الاستعمارية تتدخل مرة أخرى لتفتيت السودان وذلك بانفصال جنوب السودان واستمرار محاولات التفتيت بتحريض دارفور على الاستقلال وتغذية روح العداء بين أبناء الوطن الواحد وكذلك تحريض دول منابع النيل للتحكم بمياه مصر والسودان بغية تعطيش الشعب المصري والسوداني وتجويعهم وإفلاسهم
ولذلك فيجب أن يكون الرد المناسب علي ذلك هو توحيد شمال السودان ومصر في دولة واحدة قوية وعلي كل المخلصين في مصر والسودان الدعوة إلي هذه الوحدة والعمل علي تحقيقها وذلك لما فيه الخير لكل من البلدين ذوي الأصول الواحدة. ولو تأملنا حال البلدين لوجدنا انه لا يوجد شعبين جديرين بالوحدة ومحتاجين إليها أكثر من مصر والسودان، وهو ما تثبته الوقائع والخطر المحدق الذي يواجههما حالياً. فالبلدين كلاهما يكمّل الآخر في مضمار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولا سبيل لحل مشاكلهما وما أكثرها إلاّ بالوحدة. فمصر غنية بالخبرات والطاقات البشرية والسودان غني بمصادره الطبيعية التي لا حد لها، وتوحيد هذا وذاك يجعل من دولة وادي النيل " مصر والسودان" مصدر خير ورفاه لأهله ليس فقط  بل للعالم أجمع.إن امتنا الواحدة المصرية السودانية تستورد الكثير من المواد الغذائية من أقطار الأرض كافة ووحدتنا كفيلة بأن تطعمنا وتجعلنا من الدول الكبرى.