١٦‏/١٠‏/٢٠١٢

العبرانيين في النصوص المصرية القديمة

العبرانين في النصوص المصرية القديمة
يكتب محمود فرحات
عضو جمعية الاثار

أقدم إشارة للعبرانيين في النصوص المصرية القديمة تعود لعهد الملك تحتمس الثالث وهى المرة الاولى حيث ذكرت كلمة (عبرو) في بردية تدعى (بردية هاريس) حيث ذكر فيها كيف تمكن الملك العظيم تحتمس الثالث من فتح مدينة يافا الساحلية وقد ذكر ان قوم يدعون (عبرو) قد حاربوا الى جانب اميرها وساندوه ضد جيش مصر..ومن خلال هذه المعلومة يمكننا أن نفهم أن العبرانيين عاشوا منذ النصف الأول من القرن الـ15 ق.م في جنوب فلسطين.
أما المرة الثانية فقد ورد ذكر كلمة (عبرو)مرة أخرى في عهد الملك أمنحتب الثاني ابن الملك تحتمس الثالث حيث دون انتصاراته التي حققها في سوريا والغنائم التي حصل عليها وأعداد الأسرى الذين سقطوا في يده ومن بينهم عدد 3600 من العبرو، وقد أتى بهم إلى مصر حيث تبين لنا من ذلك أن أمنحتب الثاني هو أول من جلب العبرانيين إلى مصر وطبقا لذلك يتبين لنا أن العبرانين تواجدوا في مصر منذ أواخر القرن 15 ق.م.
أما الإشارة الثالثة للعبرانين في النصوص المصرية فقد وردت في نص يعود لعهد الملك رعمسيس الثاني (1279ق.م-1213ق.م) في بردية ليدن الأولى رقم 349 السطر السابع حيث أن الملك رعمسيس الثاني يعتقد انه استخدم هؤلاء العبرانيين في جر الأحجار لبناء صروح معابدهكما ورد في التوراة حيث اشتهر رعمسيس الثاني  بأنه فرعون التسخير. 
الإشارة الرابعة وردت في لوح ينسب الى الملك مرينبتاح ابن الملك رعمسيس الثاني حيث عدد انتصاراته عليها والمشهورة بلوحة إسرائيل وهى أول مره يتحول كلمة (عبروا) إلى (إسرائيل) حيث يقول النص"واستردت عسقلان واستولى على جزر(غزه) وأصبحت ينعم كأن لم تكن ودمرت يسرائير (إسرائيل) ولم تصبح لهم ذرية وأصبحت خارو (فلسطين) أرملة لمصر وأصبحت البلاد كلها في سلام" وقد أضاف بجوار الاسم مخصص رجل وامرأة ولم يضع مخصص المدينة مما يعني أن هذا الشعب عبارة عن قبيلة رحاله ولم تكن دولة لها حدود، كما يلاحظ انها المره الوحيدة التي ذكر فيها اسم اسرائيل في النصوص المصرية القديمة.
كما وردت الإشارة إلى العبرو مره أخرى في نصوص رعمسيس الثالث (1188ق.م-1157ق.م) في بردية هاريس حيث تشير للأسرى الذين أهداهم الملك إلى معبد رع وكان من بينهم العبرو.
الإشارة السادسة للعبرانيين في النصوص المصرية القديمة تعود لعصر الملك رعمسيس الرابع  (1157ق.م-1151ق.م) وهى موجودة في صخور وادي الحمامات حيث ذكر الملك انه جاء بعدد 800 أسير من عبرو ضمن بعثته التي أرسلها لمحاجر الشست بوادي الحمامات.
وفي عصر الأسرة 26 لجأ اليهود إلى مصر للفرار من حصار نبوخذنصر  لمدينة اورشاليم سنه 587ق.م وقد ذكر ذلك في التوراة وفي النصوص المصرية حيث أحسن إليهم الملك المصري خع ايب رع والمعروف في التوراة باسم (أبريس) وأسكنهم مدينه تدعى (تحف نحيس) أو تل دفنه حاليا 15 كم من القنطرة.