١٩‏/٥‏/٢٠٠٨

الحجارة تتكلم فى سقارة

منطقة جبانة سقارة الاثرية
1-هرم زوسر
هرم سقارة المدرج أقدم بناء حجري معروف والقبر الملكي الأول في التاريخ بني بين عامي 2737 - 2717 ق.م. يقع في سقارة جنوب الجيزة على مسافة ميل من جرف سقارة. صمّم أصلاً كقبر للفرعون زوسر من قبل الوزير إمحوتب على هيئة ست مصاطب فوق نفق ينحدر إلى موقع الدفن. مر الهرم بستة تغييرات في المخطط قبل إنجاز شكله الحالي.هذا الهرم المدرج هو أول بناء تذكاري معروف صنع من الحجارة في أي مكان في العالم. و كما يتضح من إسمه، فهو عبارة عن سلسلة من ستّة مستويات من الحجارة تتناقص في حجمها إلى أن تصل إلى إرتفاع 62 متر (200 قدم). و قاعدته مستطيلة، بقياس 390 -350 قدم. حتى ذلك الوقت, كانت المصطبة هي الشكل الرئيسي لهندسة القبر المعمارية. بدأَ هرم المدرج أصلاً كمصطبة، و ربما كانت الرؤية الأصلية أن لا يكون هرما بقدر أن يكون سلسلة من المصطبات، تتناقص في الحجم، و تكدس الواحدة على قمة الأخرى.يقف الهرم المدرج الخاص بالملك زوسر، من الأسرة الثالثة، فى الساحة الكبيرة لمجموعة الهرم المدرج بمنطقة سقارة بالقرب من القاهرة الحديثة. وهو أول بناء معروف لنا في مصر القديمة، استخدم فيه الحجر بقدر كبير، وبناه الوزير إمحتب لمليكه زوسر. وقد صمم على نمط عاصمة الدولة، ليتمكن الملك من تكرار تجربته الحياتية في العالم الآخر. وجميع العناصر الأساسية موجودة مرتين، مبينا أن الطقوس والأنشطة كانت تقام مرتين بصفته ملكا لمصر العليا والسفلى. وتصل مساحة المجموعة إلى ألف وخمسمائة هكتارا، ومحاطة بجدار عال به أربع عشرة بوابة، منها ثلاثة عشر بابا وهمية. وتحتوي المجموعة على صالة أعمدة ودهليز وساحة كبرى، ومقاصير للأرباب، وبيتين لمصر العليا ومصر السفلى، وساحة للاحتفال بعيد اليوبيل، والهرم المدرج، وسردابا به تمثال الملك، ومعبدا جنائزيا، ومذبحا، والقبر الجنوبي. والسرداب هو غرفة خفية بالمقبرة، يتمكن المتوفى من خلالها أن يرى طقوس عبادته. الأبعاد العرض ٢٧٧ م الطول ٥٤٥ م
2-مقبرة كاجمنى....من هو كاجمنى؟
كان كاجمني، والمعروف باسم "ميمي" من أصحاب المقام الرفيع وشغل منصب وزير في بداية عهد الملك تيتي، أول ملوك الأسرة السادسة، وتزوج من أميرة إسمها "نبتي-نبخت". وكان كاجمني يحمل لقبي "المشرف على مدينة هرم تيتي"، "مراقب أنبياء الهرم"، ولهذا تقع مصطبته قريبة من هرم تيتي في جبانة سقارة. ويشتهر كاجمني بمصطبته الجميلة وأسلوب نقوشها الرقيقة؛ خاصة مشاهد أول غرفتين بها: المنظر البديع الذي يصور صيد السمك بالسلة والشبكة في المستنقعات، والمشهد الواقع لعملية الحلب.
3-مقبرة مريروكا...من هو مريروكا؟
كان مريروكا وزيراً وقاضياً وكاهناً في عهد الملك تيتي، أول ملوك الأسرة السادسة. وكما كان متبعاً في تلك الفترة، حمل مريروكا الكثير من الألقاب؛ من أهمها: "المشرف على المدينة" و"مراقب أنبياء أهرام تيتي".
وكانت زوجته واتت-حتحور ابنة الملك تيتي، وكاهنة المعبودة حتحور. وقد بنى مريروكا مصطبة عائلية رائعة في سقارة، شمال غرب هرم تيتي؛ نقبت عام 1892م. وهي تعد أكبر وأهم المصاطب الخاصة المعروفة، وتتكون من 32 غرفة وتشغل مساحة سطح بقدار ألف متر مربع. ويشار إلى مريروكا على جدران مصطبته باسم "مري"، بينما يشار إلى زوجته باسم "سيشيشت". شيّدها (مرروكا) له ولعائلته، وهي تقع في منطقة (سقارة)، وتتكوّن في جزئها الأعلى من (32 حجرة وممر)، خصص لنفسه منها (21 ‏حجرة)، كما خصص لزوجته (6 غرف)، ولابنه (5غرف)، ولعلّ أهمّ حجرات مجموعة ‏ ‏(مرروكا) تلك التي تشتمل على (6 أعمدة)، ويوجد في جدارها الشمالي مشكاة يقف بها تمثاله، ومن أمامه مائدة قرابين يؤدّي إليها ‏درج، وتعتبر هذه الغرفة المقصورة الرئيسيّة للمقبرة، وقد نقش على ‏ جدرانها مناظر تمثّل جنازته، وأخرى تمثّل الحياة اليوميّة وهناك أيضاً حجرة أخرى ذات (10 أعمدة) عليها مناظر تمثّل (مرروكا) ‏يستمع لزوجته وهي تلعب على آلة (الهارب)، وإلى جانب مناظر الراقصين ‏ والراقصات والكهنة.
4-مقبرة بتاح حتب...من هو بتاح حتب؟
قد تفوق مقبرة بتاح حتب مقبرة تي في رقة رسومها ولكنها لا تضاهيها في تنوع صورها وهي مقبرة متقاسمة مع موظف أخر يدعي " أخت حتب " وهي تبعد بضع مئات الأمتار من مصطبة تي . وتقع غرب الهرم المدرج يرجع تاريخها إلي الأسرة الخامسة ( 2560 – 2420 ق .م ) وكان صاحبها يرجع لعصر الملك " أسيسى " من ملوك الأسرة الخامسة وهناك شك في أن يكون صاحبها صاحب التعاليم المعروفة بتاح حتب المشهورة من الدولة القديمة . وهو الشريف " بتاح حتب " الذي كان يشغل منصباً مرموقاً في عهد الملك " أسيسى " وهناك أربعة أشخاص علي الأقل يحملون هذا الاسم ولهم مصاطب بجبانة سقارة وليس من السهل معرفة شخصيات كل منهم ونوع قرابتهم بعضهم لبعض . ومن المغري أن ندعي "بتاح حتب " هو الوزير المشهور في عهد الملك أسيسى وأنه هو الذي كتب أو نسب إليه كتب تعاليم " بتاح حتب " أحد كتاب الحكمة في عصر الدولة القديمة ولكن هذا أمر بعيد الاحتمال ولسنا متأكدين من أن الكتاب لواحد ممن يحملون نفس الاسم رغم أن هناك ميلاً إلي اعتبار قاض المحكمة العليا والوزير و الصديق الوفي " بتاح حتب " المعروف باسم " بتاح حتب الثاني " وصاحب المقبرة التي تجاور المقبرة التي نحن بصددها – صاحب هذه التعاليم .ومصطبة " بتاح حتب " مزدوجة يتقاسمها مع موظف أخر يدعي " أخت حتب " له صلة قرابة غير واضحة حالياً ولكن بعض العلماء تقول أن أخت موظف كبير في هذه الأسرة ويعتبر ولداً لبتاح حتب ,وقد قام "بتاح حتب" بتأليف كتاب عن الحكم والتعاليم القديمة وجهها إلي والده وفي مقدمة الكتاب يخاطب بتاح حتب الملك قائلاً :- أيها الملك ، سيدي ، لقد حل بي الشيب ، وتقدمت نحو الشيخوخة ، وقربت أيام زوالي ، لقد حل الضعف محل الحيوية ، وأسجل كل يوم ضموراً جديداً في البدن لقد كل نظري ، وصمت اذناي ، وخارت قوتي ، وخيم الظلام علي عقلي ، وأصبح فمي أخرس لا يتكلم وأصبح لبي (أي عقلي ) يدع كل شيء يمر ولا يتذكر حتي أحداث الأمس وكل عظمة في جسدي تؤلمني ، ولم يعد السرور إلا تعاسه واختفت جميع المتع وعلي ذلك فهو يطلب أن يعفي من وظائفه الرسمية ، لكي يستطيع ، ان يعد هذا الكتاب بعنوان كلمات كل هؤلاء الذين عرفوا تاريخ العصور الماضية والذين استمعوا إلي كلمات المعبود في الوقت الماضي ومن الشخصيات الهامة أيضاً التي عاشت في عصر جد كارع اسيسى ، إبسى الذي كان مشرفاً علي المكاتب الملكية في منف وأصبح وزيراً ثم أصبح محل تقديس بعد ذلك ودفن في مقبرة في ادفو
الوصف النظري للمقبرة :-
تبدأ المقبرة بمدخل ذو عمودان ثم ندخل منها لدهليز يؤدي لأكثر من غرفة ومنه نصل إلي غرفة أوصاله ذات أربعة أعمدة مربعه أيضاً ثم نصل إلي قطاع أخت حتب وغرفته بها الباب الوهمي الخاص به ثم نصل إلي السرداب وبعد ذلك نصل لغرفة بتاح حتب والتي بها الباب الوهمي الخاص به.
الوصف الدقيق للمقبرة :-
تصميم المقبرة يوضح أقسامها المختلفة ، وهي مصطبة كبيرة معقدة التخطيط إذا قورنت بالفكرة المبسطة الطراز للمصطبة الذي سبق وصفها فهي تحتوي علي مجموعة كبيرة من الحجرات والممرات وبعد ذلك نسير في الممر وعند قرب نهايته نتجه يميناً لصالة أعمدة كبيرة ومع أنها كبيرة الحجم فإنها ليست بذات أهمية كبيرة . ثم نعبر باب ضيقاً في الركن الجنوبي الشرقي من هذه الصالة نصل لممر أخر أو لحجرة صغيرة بها فجوة عثر في ركن منها علي صدفة بها لون أحمر . وربما ترك هذا اللون من أحد الفنانين الذين قاموا بتلوين مقصورة المصطبة . ثم ندخل لمقبرة (مقصورة) "بتاح حتب" وهي حجرة ضيقة وبعد ذلك نعود لصالة الأعمدة لنصل إلى مقصورة "أخت حتب" بواسطة باب يقابل باب الدخول من الممر الأول . وهذه المقصورة علي شكل غريب جداً ، وهذه هي كل الحجرات المفتوحة للزيارة ، وإن كان الرسم يبين عدة حجرات أخري ليست بذات أهمية خاصة .
5-مقبرة تى
تقع بمنطقة سقارة وقد شيدها (تي) وهي عبارة عن مصطبة مزدوجة له ولزوجته (نفر حتب إس) تتكون في جزئها الأعلى من مدخل ‏عبارة عن صالة كبيرة بها 12 عمودا سقفت الآن بسقف حديث لحماية المقبرة وفي ‏ وسط هذه المقبرة درج يوصل إلى ممر يمتد تحت البناء العلوي للمصطبة يوصل بدوره إلى دهليز ثم إلى حجرة الدفن التي لم يعد بها الآن ‏إلّا تابوت والنقوش التي في صالة الأعمدة ليست في حالة جيدة ‏ وجدارها الشرقي توجد به فتحة صغيرة توصل إلى حجرة التمثال بعد ذلك نصل إلى صالة ذلت عمودين زيّنت بالعديد من المناظر التي ‏تمثّل (تي) أمام مائدة القرابين، ومناظر أخرى للصناعات المختلفة، ‏ كما يوجد في الجدار الغربي لصالة الأعمدة بابان وهميّان.
6-مقبرة حسى
كانت المقابر في الدولة القديمة تنحت بشكل مستطيل فوق الأرض؛ مما جعل عمال الحفائر يطلقون على هذه المقابر لفظ (المصطبة) ‏اصطلاحاً؛ نظراً للتشابه الكبير بينها وبين المصاطب الموجودة ‏ أمام المنازل في القرى، وتعد مقبرة (حسي رع) من أهم مقابر الأفراد في سقارة، وقد عاش في عصر الملك (زوسر) من الأسرة الثالثة ‏وهذه المقبرة ذات طراز غريب فالجزء العلوي يتكون من دهليزين ضيقين طويلين الغربي ويتكون من إحدى عشرة مشكاة والشرقي وهو عبارة عن مقصورة ذات ممر طويل يوجد في جدارة ‏الغربي مشكاة وصور وعلى الجدار الشرقي للمقصورة بعض قطع الأثاث و ‏ يقع مدخل المقبرة في أقصى الجنوب من الجهة الشرقية ويوصل بدوره إلى حجرة السرداب التي كان بها تمثال المتوفى أما حجرة ‏الدفن فنصل إليها عبر بؤر موجود في الجزء الغربي من المقبرة ‏ وقد تم الكشف عن هذه المقبرة سنة 1912‏.