١٨‏/١١‏/٢٠١١

ما بين علياء المهدي والسلفيين لا فرق!!

في ظل الردة الحضارية و الفوضى الفكرية والثقافية التي نعيشها اليوم يطل علينا برؤوس شيطانية نموذجان يحاول كلاهما فرض نفسه بعنصرية قذرة تهدم هذا المجتمع ولا تساعد في إنمائه وبنائه..وحتى لا يقول احد إنني انتمي لفكر معين فأنا لا اعبر من خلال الأسطر التالية إلا عن نفسي وفكري الحر الذي اعتقد به ومن منطلق عقيدتي وفهمي للحرية التي أؤمن بها تمام الإيمان..حيث أرى أن كل الناس أحرار والحرية هي إباحة كل عمل لا يضر احد وبناء على ذلك فلا حد لحقوق الإنسان الواحد غير حقوق الإنسان الآخر..حيث أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حريتي أنا...النموذج الأول..هو تلك التيارات الإسلامية أو كما أحب اسميها التيارات المتأسلمة والتي طفت على السطح بعد ثورة 25 يناير بعد ثبات طويل وحيث كانوا من قبل وفي ظل النظام القمعي الذي يحكم مصر طوال الخمسين عام الماضية يعانون من القهر والاعتقال والملاحقات نتيجة تطلعاتهم (المشروعة) في الوصول إلى السلطة و أنا لا أنكر عليهم الحق في الوصول إليها مادام لديهم الأهلية في ذلك وجاءوا إلى السلطة في ظل إطار شرعي واختيار شعبي..لكن ما أراه عنصرية منهم هو استعمالهم وسيله رخيصة للوصول إلى مقصدهم ألا وهو الدين فهم بذلك يريدون إقصاء الجميع باسم الشريعة والدين..وهم يكفرون الآخرين ويدعون أنهم يملكون مفاتيح الجنة لكل من يؤيدهم..كل العقد النفسية التي شكلت شخصياتهم اليوم يريدون تصديرها لذلك المجتمع الذي لفظهم من قبل..ومن الشواهد أنهم ليس لديهم رؤية عصرية لمشكلات المجتمع المصري الآنية.. فهم ما يزالون يغرقون في عالمهم الذي توقف به الزمن عند القرن السادس عشر الميلادي.. فهم مازالوا ينظرون إلى المرأة على أنها عورة يجب إخفائها وإنها مجرد جارية يجب عودتها إلى الحرمليك..وان دونهم لا يعد مسلما حقا وإنما فاسق يجب استتابته..وان غير المسلمين عليهم دفع الجزية أو الهجرة من مصر إلى أي ارض أخرى..لا للأفكار والثقافة والإبداع..وفي ظل هذا الإرهاب الفكري نجد النموذج الثاني..هو علياء المهدي والمؤيدين لها ..والتي لا حديث إلا عنها في هذا الوقت..مما لا شك فيه أن ما فعلته علياء من وجهة نظر الحرية هو من حقها وهو حرية شخصية هى من يتحمل مسؤوليته وعواقبه..لكن أنا لي الحق في أن ارفض هذا الفعل الشائن وهذا السلوك ..فكما احترم حريتك في التعري فعليك أن تحترمي حرية الآخرين في رفض ذلك..وأنا اعتبر ما فعلته من تعريها على صفحات مدونتها من الأفعال غير المقبولة مجتمعياً وكذلك أرى أن ذلك سيمثل هزه كبيرة لمجتمعنا الذي كان دوماً مجتمع وسطي يكره التطرف بكل أشكاله...هذه التيارات المتأسلمة وعلياء المهدي كلاهما يعتبران وجهان لعملة واحدة تحاول فرض نفسها بشكل عنصري أو أن يخرج هذا المجتمع ليبحث له عن ارض أخرى يعيش عليها..هذا التطرف الفكري يعتبر صورة مرفوضة في المجتمعات التي تحاول النمو..والوسطية هى أساس التقدم فلا إفراط ولا تفريط.