٢٩‏/٣‏/٢٠١٢

عيد ايزيس أقدم عيد أم في العالم



قبل أن ينقضي شهر مارس شهر الأمومة أقدم لكم هذا الموضوع والذي يتحدث عن فضل الأم في مصر القديمة وقيمتها وقدرها عند قدماء المصريين..فالأمومة أعظم وأقوى الغرائز لدى كل امرأة سويه وهى تمارسها منذ طفولتها المبكرة حيث تحتضن الطفلة عروستها وتهتم بها وكلما كبرت الفتاه نمت معها غريزة الأمومة قوه، فهي لدي كل امرأة سويه أعظم من غريزة الجنس والأكل والشرب..ولقد كرمت الأديان على اختلافها الأم ومنحتها قدراً عظيماً من التقدير والاحترام وجعلت طاعتها سبيل يوصل المرء إلى الجنة، وكذلك الحضارات القديمة كثيراً منها جعل للام هذه المكانة العالية ولاسيما الحضارة المصرية القديمة والتي تمتعت المرأة فيها بمكانه عالية دون الحضارات الأخرى فلقد قدر المصريون القدماء المرأة بشكل عام والأم بشكل خاص.

فالأم وتعني باللغة المصرية القديمة "مُوت" قد اختصها اجدادنا المصريين القدماء بكثير من الوصايا والتعاليم التي تحض على طاعتها ومن بينها ما قاله الحكيم (آني) ناصحاً ابنه والأجيال التالية.."قرب الماء لأبيك وأمك اللذين انتقلا إلى قبريهما في الصحراء وإياك وان تغفل هذا الواجب حتى يعمل لك ابنك بالمثل" والمقصود هنا أن يقدم الماء لمن يحتاجه أو كما نقول صدقة على روحهما ولازال عادة المصريين الى يومنا هذا اقامة سبيل للاب او الأم المتوفى.
وكذلك قال "إذا ما ترعرعت واتخذت لك زوجة وبيتاً فتذكر أمك التي ولدتك ثم أنشأتك من جميع الوجوه ولا تدعها تلومك وترفع كفها إلى الله فيسمع شكواها ..فهي قد حملتك طويلاً تحت قلبها عبئاً ثقيلاً وبعد أن أنهيت شهورك وولدت، حملتك وكان ثديها في فمك، وهكذا ربتك وأنشأتك دون أن تشمئز من قذارتك، وبعد أن دخلت المدرسة لكي تأخذ  دروساً في الكتابة بقيت ترعاك في كل يوم بالخبز من بيتها"
أما (بتاح-حتب) فيقول لابنه "إن من يطيع يطاع..كم جميل أن يطيع المرء أباه وأمه فيصبح أبواه من ذلك في فرح عظيم وأُنس مقيم"، وكذلك قال آخر "أن دعاء الأبناء لا يصل إلى آذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات".

ولقد اعتبر المصريون القدماء  (ايزيس) رمز الأمومة في مصر القديمة..وهى المثل الأعلى لكل أم..ولقد صورت كثيراً جالسه تضع ثديها في فم طفلها حور وهي الصورة التي تشابهت كثيرا مع صورة السيدة مريم العذراء وهي تحمل وليدها المسيح علية السلام..ولقد أصبح لايزيس يوم عيد سنوي يحتفل فيه بها وهو أقدم عيد أم في الوجود حيث كشفت بردية تعود للدولة القديمة أن المصريون احتفلوا بعيد ايزيس وكان ذلك بإقامة مواكب الزهور التي تطوف المدن المصرية..ولقد اتخذ هذا اليوم الكثير من الأسماء منها يوم "الأم المقدسة" ويوم "أم الوجود" ويوم "الأم الجميلة" وكذلك يوم "أم الحياة" ويعتقد كثير من علماء الآثار أن ذلك اليوم يوافق يوم 21 مارس من كل عام حيث يحتفل كذلك ببداية فصل الربيع فعلياً.
وجاء في البردية "اليوم عيدك يا أماه، لقد دخلت أشعة الشمس من النافذة لتقبل جبينك وتبارك يوم عيدك..واستيقظت طيور الحديقة مبكرة لتغرد لك في عيدك..وتفتحت زهور اللوتس المقدسة على سطح البحيرة لتحيتك..اليوم عيدك يا أماه فلا تنسي أن تدعوا لي في صلاتك لله"

البوست به أجزاء منقوله
مع تحياتي..
محمود فرحات
باحث في الحضارة الاثار المصرية
عضو جمعية الاثار