٢٦‏/٦‏/٢٠٠٨

لا لهذة الاشباح فى شوارع مصر

ما الذي قد يمنع انساناً من أن يكشف وجهه للناس؟ ما الذي يجعل إنساناً يختبئ خلف قطعة قماش؟
ما الحكمة في أن تعتبر النساء أن إخفاء وجوههن سيحميهن من الفتنة ويقربهن الي الله؟ اذا كان هناك حق للفرد في ان يرتدي ما يشاء، ويفعل بنفسه ما يشاء ويختار لحياته هدفا يعيش من أجله، فعلي الاقل عليه أن يحترم من حوله، علي الاقل ان يمنح حق الحياة الآمنة لمن حوله، أن يجعله يعرف من يحاوره، من يجلس بجواره في وسيلة مواصلات، من يسكن امامه في العمارة، من يشاركه طرقاته..اعماله.. دراسته.. سكنه..لا يمكن أن نمنح الفرد حرية ايذاء مشاعر الناس، لا يمكن أن نتنازل عن حق المجتمع في أن يعيش بأمان، لا يمكن أن تكون الحياة من حولنا مبهمة مجهولة غير معلومة، لمجرد ان سيدة قررت أن تخفي وجهها، لمجرد أن رجلاً اطلق لحيته وقرر أن النقاب أمر مسلم به دينيا فأجبر زوجته علي ارتدائه .. كان من الممكن أن يرضي المجتمع علي معتقدات بعض افراده، كان من الممكن ان يتقبل الناس رغبة البعض في التخفي والاختباء، لكن هذا لم يعد مقبولاً الآن. النقاب لم يعد وسيلة أو لباسا تتقرب به المرأة الي الله، بل أصبح وسيلة لخطف الأطفال، وسيلة لسرقة المحال في عز الظهر، وسيلة لممارسة الزني، وسيلة للاعتداء علي حرية الآخرين، وسيلة لسلب الأرواح، وسيلة للاحتيال، وسيلة للنصب، وسيلة للتزوير، وسيلة لهتك الأعراض... في شهر واحد حدثت هذه الجرائم تحت ستار النقاب بدأت بشاب ارتدي نقابا ليؤدي اختبار قيادة بدلا من فتاة، حرامي اراد ان يسرق شركة فقرر ارتداء نقاب حتي لا يفتضح امره، زوجة تخفت في النقاب وتربصت بأخت زوجها أثناء خروجها من عملها، وألقت عليها كمية من ماء النار لتشوهها بالكامل، سيدة اخري وجدت في النقاب فرصة لسرقة سائقي سيارات بالإكراه، وثالثة ارتدت نقابا ودخلت احد المستشفيات وخطفت طفلا رضيعا، شخص آخر فكر كيف يمارس الزني مع زوجة صديقه المسافر، فلم يجد سوي النقاب وسيلة للخيانة فارتدي واحدا وفعل فعلته، عصابة تخصصت في سرقة مجوهرات السيدات كانوا يستخدمون النقاب في عملياتهم ، وعصابة اخري تخصصت في النشل كانوا يصعدون الي وسائل المواصلات أو المصالح الحكومية المزدحمة وهم يرتدون النقاب ليمارسوا جرائمهم بحرية، عاطل وجد في النقاب فرصة ليست للعمل بل لإشباع غرائزه، فارتدي واحدا وأدمن الدخول لدورات المياه الحريمي ليختلس النظر الي اجساد النساء.... هذا ما يفعله النقاب الآن في المجتمع، ما سبق كان عينة لما نشرته الصحف اليومية في شهر واحد فقط عن جرائم ارتكبت من خلف النقاب، ناهيك عن كثير من جرائم الإرهاب والتفجيرات.... واعتقد ان النقاب حتي لو كان مشرعا من عند الله، وحتي لو أوصي به رسول الله وفرضه علي المؤمنين، وهذا غير صحيح بالطبع وبكل تأكيد، لوجب للحاكم ان يعطل استخدامه، ويجرم ارتداؤه، ويحرم بيعه وشراؤه، طالما تحول الي مفسدة، والي جريمة تمشي علي قدمين، والي رعب يسكن خلف قطعة قماش. المشكلة الحقيقية في النقاب هي القوة العمياء التي تدافع عنه، الجهل المتعصب الذي يقف وراءه، الهوس المتطرف الذي يزكيه.... النقاب لا يعدو كونه اعتقادا ان المرأة مجرد (فرج) ، لا إنسانة لها عقل وقلب ومشاعر وحياة وهدف وطموح. النقاب لا يخرج عن فكر يري أن المرأة عار يجب اخفاؤه ودسه في التراب فإن لم يجد ترابا فيدسه في قماش اسود قبيح. النقاب يقف وراءه جهال ممن يتهمون دعاة العقل بأنهم كلاب مسعورة يحاربون الله ورسوله والمؤمنات العفيفات مرتديات النقاب. النقاب يدعمه من يعتقدون أن ختان الاناث من الدين، أن تحجيب الأطفال من الدين، أن تزويج الفتيات في سن الطفولة من الدين، أن اخراج البنات من التعليم من الدين، أن سجن المرأة في بيوتهن من الدين..... قبل عام تقريبا نشرت مجلة " الإسلام وطن" مقالا للكاتب عبد الحليم العزمي يعدد الأضرار الناجمة عن ارتداء النقاب - من وجهة نظر كاتبه طبعا - لكنها مهما اتفقنا او اختلفنا معها فهي جديرة بالقراءة والدراسة والتحليل.
العزمي يقول في دراسته:
أولا أن ستر الوجه يساعد علي قطع صلة الرحم، لأنه يجعل الإنسان لا يفرق بين منتقبة وأخري، فلا يعرف زوجة العم من زوجة الخال، ولا يعلم من هي اخت زوجته ومن هي زوجة اخيه ويقول إن التواصل والتعارف كان يتم علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ثانيا: إن كشف الوجه من سنن الفطرة، ومن خلاله يتعرف الإنسان علي من يخاطبها، شابة أم عجوز، تبكي أم تضحك، مبتسمة أم متجهمة، تكذب أم تقول الصدق، من خلال تعابير وجهها، قال الإمام علي كرم الله وجهه"ما أضمر أحد شيئاً في الجنان (القلب) إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه"، وبالتالي لن يعرف الناس بعضهم البعض.
ثالثا: ستر الوجه يجعل بعض ضعاف النساء يفعلن أفعالاً منكرة لأن المرأة كاشفة الوجه تعمل ألف حساب للرقابة الاجتماعية، وتخاف من أن يراها أخ أو قريب في موطن ريبة، وتحذر أن يراها أحد في موقف خاطئ ويدل عليها في أي وقت... أما بعض المنتقبات فلا تخشي ذلك, لأنه لا يعرفها أحد.
رابعا: النقاب ضد الأمن والأمان:لأنه يترتب عليه في عصرنا مشاكل أمنية كثيرة وعديدة، وهناك حوادث حدثت بالفعل من جراء ارتداء النقاب، مثل الخيانة الزوجية _وقصة طبيب طنطا مشهورة ومعروفة، فقد استغلت زوجته النقاب في إخفاء الرجل الذي تخون زوجها معه في فراش الزوجية، وكان الطبيب لمدة سنتين ونصف السنة لا يستطيع أن يطالب زوجته بأن تسمح له بالتأكد من شخصية عشيقها.
خامسا:إن المجتمعات المنتشر بها ارتداء النقاب، يعتقد العوام بها أن الرجل-أي رجل- إذا رأي امرأة كاشفة وجهها فهو سيزني بها لا محالة... لأن فتنة المرأة شديدة... وهذا يعبر عن كبتهم الجنسي وهوسهم بالجنس واختزالهم المرأة إلي مجرد (فرج)!!! هي التي كرمها الله كما كرم أخاها الرجل بالعقل الكامل والدين الكامل وليست"ناقصة عقل ودين" كما يزعم المتأسلمون الجهال.. وبالتالي فإن هؤلاء يعتقدون أن غض البصر مستحيل، وهو امر غير عقلاني، ناتج عن ضعف في الفكر والنفس.
سادسا: حاشا أن يأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم الرءوف الرحيم بالمؤمنين الحريص علينا بما يسبب ضرراً بالغاً بصحة المرأة المسلمة، وهو القائل "رفقاً بالقوارير". فقد أثبت الطب أن المرأة المنتقبة تستنشق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يسبب لها التهاباً رئوياً خاصة الربو،كما أن بخار الماء يؤثر علي عينيها فيؤدي إلي ضعف شديد بالبصر.. وهذا ما نراه في الواقع بالنسبة للمرأة التي ارتدت النقاب فترة طويلة حيث تعالج من أمراض الصدر والضعف الشديد بالبصر. والشيء بالشيء يذكر، فقد نشرت طبيبة مسلمة، دراسة علمية أثبتت فيها طبياً أن النقاب يسبب تسوس العظام للنساء. إذ إنه يمنع تسلل أشعة الشمس لهيكلها العظمي من خلال الوجه والقدمين والكفين. وهكذا يتسبب النقاب في نقص فيتامين (دال) الذي مصدره الأساسي أشعة الشمس، فتصاب عظام المرأة بمرض تسوس العظام الخطير الذي يؤدي إلي كسور لا تجبر تسبب العجز الدائم أو الموت.