١٩‏/١٢‏/٢٠١١

هل هي هيباتيا بعثت الى الدنيا من جديد!!!!

عندما شاهدت تلك الفتاة البطلة التي تلقت كل هذا الكم من الضربات واللكمات ونالت القسط الكافي من التعري والسحل.. والتي لا اعرف اسمها..ولا صفتها..وجدتني اتذكر عالمة الاسكندرية الجليلة هيباتيا والتي تعرضت لنفس المصير لانها رفضت الواقع وتجرأت وقالت لا ....!!!!  ثمة تشابة كبير بين الفتاتين المصريتين ..وما اشبه اليوم بالبارحة أهى هيباتيا عادت لدنينا من جديد...؟؟؟؟
وتضامناً مع كل بنات مصر اللي اتسحلوا في الشوارع
واحنا قعدين نتفرج عليهم اسمحولي انشر هذه القصيدة :
يا من ترميني..بهذا الحجر
هون عليك..فلم ارتكب الخطيئة
و لم تكن انت..بلا خطيئة..او ابنا لاله القمر !!؟
امنت بعقلي..و فكري..و تركت  لك..ايمانك..بمسيحٍ منتظر
فان كان ربك..لاهل الارض غفر..ان كان ربك..قد صبر
و اطلق الرحمات..فوق رؤوس البشر..لِم ارى..في عينيك الغضب
ولا ارى..في يديك التعب..و انت تلقي الحجر..و تفتخر..بانتصار القدر
في موت جسدي..في صمت حنجرتي..
 بالموت..الهك ينتصر؟؟..على من كفر
بشريعة الغاب التي..خلف ظلامها.و بين الشجر..تبني قوس النصر
و في ظله..تستتر..سجل لديك..الهك لم ينتصر
و صوت عقلي..عبر اجيال عديده..فوق افكارك المريضه..لن يحتضر
الاسكندرية..اعشق تلك المدينة البهية
تلك التي..بناها جدي القادم من خلف البحر
مدينة بالف باب..تسكر الالباب..بشراب السحر..يطفو الجمال
فوق ضواحيها..فيثنيها
في كأس الخمر..و في وقت الجزر
يخلع عنها رداء يحميها..علق فوق صورايها
فيلقيها..عارية في موسم حر..و من بين الصخر..يصعد من قلب الارض..فنار
يحمل في رأسه المشتعل..مرءاةً تغتسل..بظلمة من ماءٍ ابيض..و نورٌ يولد
يحمل سر..يضيء الطريق..لمن في البحر..و من في البر
كانت امي هيلانه..تعلمني..بحدائق اثارٍ مطموسة..اسماء الزهر
كان ابي ثيون..يطعمني..بكسرات الكتب المغموسة..بعسل الحبر
و يمر العمر..و اتعلم..انهل الفكر حبا..اتقدم..و اقرأ..ما كتب ابائي الاوائل
في كل المداخل..في كل العلوم
اناطح اساطين الفكر..افكاراً انقض
افكاراً ابني..اجادل
اشرب من ماء الخصوم..كأس المر..فاغزلها
حزام انيق الشكل..حول الخصر..و انصبها..فوق رأسي تاج الدر
هناك عرفت..في ذاك الزمن الاخر
معنى الفجر..يخرج من رحمٍ معتم
يتزحزح من تحت الرمل..ينبش ما تحت القبر
و يظهر في اعلى السماء..غيمات ملونة
تمطر نهر..صبرت .. و مال طال الصبر
فاخذت الكرسي الاكبر..تحت تمثال الاله
في صدر السيزاريوم..قبلة الحياه
تعلمت .. و علمت الدهر..ان العهر..يسكن احشاء القصر
حين يرى .. ما يراه
ان القهر..هو ان تفرض ما تراه
دون سواه..و لا تلتمس العذر..لجنون مطبق..ان تحرق
حقولا من زهور الياسمين..ما دمت..لا تؤمن .. ان الزهر..قد تأتي يوما .. بالعطر
ان تشنق..الارانب البرية .. في البرية
ان تلقي في ارض خصبة..بذور الرغبة..والاحقاد
و تنتظر الحصاد..بعد سنين عجاف
سنابل جمر..و رفضت
ان اعبد ما يمليه علي القصر..و رفضت..ان اؤمن
بظلام القصر..مزقت رداء القصر
كسرت قيود القصر..و اعلنت ايماني..بدين الرفض..الحالدي
بملح الارض..و راع يسكن في السماء
لخراف تملك الانياب..و الف الف ظفر
و سرت في شوارع الاسكندرية
امشط فيما تبقى مني..خصلات الشعر
رايتهم هناك..خلف السور..ينتظرون..لم اعرهم اهتماما
ووطئت بقدمي..باحة السيزاريوم
ككل يوم..و توجهت الى تمثال العظيم..زيوس..اشعل المبخرة
و افكر في مسألة..طرحتها في اخر الدروس
و اجوبة تلاميذي القادمة..ما بين المنطق و الجنون
و الفلسفه..صرخات عند الباب
انهم قادمون..حراس يهربون..تلاميذ يهربون..نساك يهربون
كلٌ يهربون..ووالدي العزيز ثيون
يشدني نحو الباب الخلفي..يطلب هربا او نجاة
يبحث في تل الموت..عن ابرة .. للحياة
تخيط له مزيدا من الايام..حطام..رهبان يرتدون الاسود
وصراخ يتمدد..في فراغ الصوت..و ملائكة الأوليمب
تعزف قيثارة صمت..على وترٍ مخيف
يتجسد أفعى..كورال ينشد
أنشودة موت حفيف..بهدوء تسعى
تركب أوراق الشجر الساقطة..في بجر هواء جاف
و ريح خريف..أفواه جوعي..رايتها قادمة...أنياب تظهر
تتكشر..عباءة الموت تحيط
وظل الشمس المطفئة..ينعكس على نصل السيف
وجوهٌ مغبرة..و دماء..تلون ارضية المكان..كلٌ سواء
كلاب تعوي..مع كل طعنه..و قطط تموء..تلعق لزوجة الدم الساخن
في الصوان..و فئران..تتجمع .. تشكل موجة هاربة
تتشقق بين الجدران..اجواء صاخبة
و يمسك شعري..واحدٌ
من مرتدي السواد..عابدُ
يمزق عني الثياب..و يأمل في الثواب
تجمعت..اياد بخشونة التراب..وقت القيظ..يتحسس جسدي
جراد..تلاميذ حالمون
يتساقطون..عند اقدامي..يشكلون..حصنا من الرمل
جسديُ الشكل..في وضع الرقاد
يقتلون..يذبحون..و عيون الموت في وجوههم
تنظرني..فأقرأ بين ضواحيها
حلولا للمسألة..اشلاء مسلسله..بشظايا حديد السيوف..و خيوط اديرةٍ و صوف
كبيرٌ..يمتطي..فرساً ابيض..يتراقص بين الجياد
حبال..تربطني..و عريٌ يحرجني
اغمض عيني..يعود المي..ليوقظني..و تعود الافكار
لتشعلني..بنغزات الغدر..و نظرات عناد..ربطت
وربط الحبل..باطراف اقدام الجواد
فانطلق..لحمي سقط..بين حارات مدينتي المجهدة
ارصفة الشوارع الممهده..فاذكر جدي
حين بنى..صروحا و اعمده
و معابد الهه..و لم ينس بعضا
من نخيل..شعورٌ جميل..امتزاج اللحم..بطرقات المدينة
قبل الرحيل..فاسرق نظرة..الى ما بين البيوت..و اطالع الوجوه الشاحبة
المشاهده..لهيباتيا .. تموت..ارى طفلة..في ركن حديقةٍ تلهو
تمسك في يديها وردة حمراء..و ضحكة تدنو
طفولية المذاق..و البراءة..خلفها ام..تحجب عن مقلتيها
مقتلي..بطرف عباءة..تجاهد امها..فتحبو
تنظر للشمس في كبد السماء..تكتب كتباً في الفلسفة
بلا كلمات او جمل..او خداع
تشير بمرفقها الوردي..لما تبقى من جسدي
الوداع..رسمت ابتسامة..ممزوجة بالدماء..جُمعت احجار الرجم
و نارٌ تشتعل..اغمضت عيني
ارحل الى مدينة فاضلة..يملأني الامل..في الخلود..و اخر كلماتي
تهز حسدي..المكبل بالقيود
هيباتيا .. لن تموت..هيباتيا .. لن تموت
                                                            
                                                          القصيدة منقوله