١٦‏/١‏/٢٠١٢

يا محافظ الإسكندرية ..يا مسئولي الآثار..ميدان المنشية يستغيث

ميدان المنشية ..علامة بارزة ونقطة منيرة لمدينة الإسكندرية واحد أهم ميادينها التاريخية والتي تدل على أصالة هذه المدينة وعراقتها..هذا الميدان العريق أنشئ بأمر من الخديوي إسماعيل..وقد احتوى على عدد من المباني تتميز بطابع خاص من المعمار يعود إلى عصر النهضة الأوروبية  والذي كان يسعى الخديوي إسماعيل لمحاكاتها في المدن المصرية وبخاصة مدينة الإسكندرية.
أشهر مباني هذا الميدان -الذي يشرفه محمد علي باشا ممتطيا جواده  في عزة وكرامة- يكون  مبنى الحقانية الذي أنشئ عام 1886 ميلادية ليكون أقدم صرح قضائي في مصر وربما في الشرق الأوسط كله..هذا الصرح العظيم يعود تاريخه لأكثر من قرن وربع من الزمن ويحمل بن جدرانه تاريخ القضاء المصري ومجموعة من اخطر واهم القضايا التي تم الفصل فيها داخل هذا الحرم.



كما يحتوي على عدد من المخطوطات النادرة وهى فرمانات صادرة عن الباب العالي (السلطان العثماني) ..كذلك يوجد به تمثالاً نصفياً للخديوي عباس حلمي الثاني..بالإضافة إلى لوحة زيتية للفنان العالمي "تروجية" تعود لعام 1749ميلادية وكان قد أهداها هذا الفنان العالمي إلى الخديوي إسماعيل والذي قرر وضعها بسراي الحقانية حين قام بافتتاحها.
هذا هو الماضي الجميل الذي كان يسعى إلى الجمال والنمو والتطور أما الواقع  الحالي فهو مؤلم وبشع وأكثر تخلفاً ورجعية..فأحجار الحقانية تأن وتستغيث وأنا اسمعها كل يوم عندما أمر  بجانبها وهى تصرخ أنقذوني من ظلم الزمن ازيحو عن الظلم  فأرصفتي أصبحت مرتعاً للباعة الجائلين وجدراني أصبحت محاصرة بالملصقات التي تشوه بهاء مبناي..وبواباتي الأثرية والتي شرفت بكبار القضاة والمحامين من رواد القضاء المصري  والعالمي (زمن المحاكم المختلطة) أصبحت مغلقة بأكوام القمامة ..المياه الجوفية تهددني بالانهيار..

والغريب إنني مسجل كمبني اثري منذ ما يزيد عن العشرة سنوات وان هناك قرار صادر عام 2001 من وزير الثقافة بترميم مبناي وتحويله إلى متحف لتاريخ القضاء المصري ورصد لذلك 40 مليون جنية ولكن لم يتم أي شئ إلى الآن ...أنقذوني قبل أن انهار.
وليس ببعيد عن مبنى الحقانية يقع البنك العثماني والذي نشأ في اسطنبول عام 1856 و أصبح البنك المركزي للإمبراطورية العثمانية وقد انشأ له 12 فرع في الولايات العثمانية الهامة وكان من بين فروعها فرع مدينة الإسكندرية والذي انشأ عم 1866ميلادية..والبنك يعد من أقدم البنوك في مصر والشرق الأوسط..وهو مبنى اثري يعاني الإهمال.

أيها المسئولين عن مدينة الإسكندرية  وأثارها حافظوا على ميدان المنشية ومبانيه التاريخية  وطرازها المعماري الفريد فهو واجهه حضارية  هامة لتاريخ مدينة الإسكندرية ..فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟