٢٣‏/١١‏/٢٠١١

قال التحرير..قال المشير..!!

اللحظات تمر.. والوضع كما هو منذ يوم السبت الماضي الكئيب.. منذ ذلك الهجوم غير المسؤول من رجال الأمن المركزي والشرطة العسكرية لتفريق بعض المطالبين بحقوقهم من مصابي ثورة التحرير الأولى..!!

فمنذ تلك اللحظات والشارع المصري يغلي.. الشارع المصري مرتبك.. الشارع المصري غير موحد.. من مع من أو ضد من..؟؟ لا احد يعرف..!! أين الشرعية في وطن فقد شرعيته الحقيقة.. !!! فمن التحرير كانت الثورة ومن التحرير تكون الشرعية.. والشرعية هنا ثورية.

المطلب الذي اتفق عليه التحرير.. هو الرحيل.. رحيل ذلك المجلس الذي فشل في مهمته التي جاء من اجلها.. المجلس الذي كانت أول أخطاؤه انه أنكر الشرعية الثورية بأجرائه استفتاء على الدستور.. فوت علينا الفرصة للاستفادة الحقيقة من القوه الثورية الدافعة للشعب في تلك المرحلة.. كان يمكن استغلال طاقات هذا الشعب في التنمية الحقيقة إذا اخلص العسكري النوايا واعترف بالشرعية الثورية للبلاد.. العسكري يمن على الشعب المصري بوقوفه إلى جانب شرعية التحرير التي أتت به ليحل محل المخلوع.

قرر الشارع أن يعود إلى الشرعية.. قرر أن يصحح الأخطاء وهو أمر مشروع.. قرر الشعب أن يقول التحرير كلمته.. ففي كل ميادين مصر خرج الآلاف ليقولوا لا.. ارحل.. كفاية.. لن نرضى إلا أن نكون.. وكان لابد أن يرد المشير!!

وكانت البداية الرد الأمني.. تربينا على هذا الأسلوب الإرهابي في التعامل.. ضرب وتكسير عظام وجماجم.. وفقئ أعين.. وقتل.. وسحل.. وإلقاء في الزبالة..!! هذا هو مقام التحرير ورواده من أبناء الوطن المكلوم بالنسبة للمجلس عله يرتعد ويرتدع..!!

ما نعرفه عن التحرير انه لا يخشى ولا يخاف.. فالتحرير وحده هو الذي يُخيف.. لأنه هو صاحب الشرعية وهو صاحب القرار..!!

ظل المذيع يردد في كل نشره.. سيخرج المشير ليلقى بيان هام على الشعب.. كل الناس في ترقب..!!

ننتظر.. ننتظر.. ننتظر..!! نفكر.. ونتوقع ما سيقوله المشير..؟؟ كيف سيحتوي الموقف المتأزم بحكمه العسكريين في مثل هذه المواقف الفارقة في تاريخ وطن..!!

تأخر الخطاب طويلاً طويلاً.. وفجأة ظهر المشير على شاشات التلفزيون!! هيئته ذكرتني بمن سبقه.. حتى كلماته وتعابيره هى نفس الكلمات..!!

طلب المشير من الاحتكام إلى الشعب.. طلب الانقلاب على شرعية التحرير التي أتت به وبعدد من الجنرالات معه لإدارة شؤون البلاد..!! وثق الشعب في هذا المجلس وسلمه الأمانة حتى يردها خلال ستة أشهر كما ادعى..!!

حقيقاً لم أكن أتخيل ما قاله المشير.. من لجوؤه للاستفتاء على رحيله.. وهل تقلد المجلس باستفتاء.. المجلس من الناحية الدستورية غير شرعي.. وشرعيته إنما استمدها من التحرير..!!

أُحبط كثيراً.. وبدأت أتيقن انه لا سبيل إلا الاستمرار في الثورة لحين ضمان تنفيذ القدر الأدنى من مطالب الثورة.. !!

كلنا نتمنى عودة الأمن للشارع.. كلنا يريد أن نشعر بالاستقرار واقع.. كلنا نريد أن تسير عجلة الإنتاج وتعود مصر لأفضل مما كانت عليه في السابق..!! ولكن..!! أن يأتي ذلك على حساب حرية وكرامة هذا الشعب ..!! لا..!!

كلام المشير أراح فئة من الشعب تنظر تحت أقدامها.. ولا تنظر للمستقبل.. أراح فئة من الشعب ذاتها التي بكت بعد خطاب مبارك الأول.. هذه الفئة ذاتها التي يمكن أن تأتي بالفلول والإسلاميين إلى السلطة بمصر..!!

عذراً سيادة المشير فقد مللنا الكلام وحان وقت تصحيح الأوضاع.. الدستور أولا.. ثم الرئاسة ثانياً.. فالبرلمان أخيرا.. فقد قال التحرير كلمته..!! الثورة مستمرة..!!