٨‏/٢‏/٢٠١٤

هلموا نمحوا ذاكرة ذلك الوطن...!!!


تمر الشهور والسنين وفي ظل ذلك المشهد الذي تسودة الفوضى والارتباك واختلاط الاوراق وعدم تحديد الاولويات وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب والحاسم وسيطرة بيروقراطية عقيمة على كل اجهزة الدولة.. وفي وقت اصبح التاريخ لا قيمه له ولا ثمن واصبح الجمال مجرد رفاهية.. في وقت اصبح المال هو الهدف وساد الجشع كل شئ..

في ظل ذلك تعاود للظهور من جديد وبقوه معاول مافيا التراث وأعداء الجمال للهدم.. من احفاد فضه المعداوي (بطله مسلسل الرايه البيضا) تلك الشخصية الدراميه والتي اصبحت واقع الان..

ففي الثمانينات من القرن الماضي كان الميلاد ونمّت في ظل فساد التسعينات وأصبحت هى وامثالها الآن اكثر توحش بحيث لا يستطيع احد ايقافهم عن مهمتهم في تدمير ذاكرة المكان وتشويهه بتلك الكتل الخرسانية الصماء التي لا جمال فيها ولا قيمه ولا حياة..

فلكل عصر فضه واحده او اكثر وهم في كل عصر مثال حي للجشع والجهل بقيمة الاشياء وتقييم كل شئ بالمال وفقط وعدوهم الاساسي هو الجمال والتاريخ وشواهده الماثله في المباني التراثية التي هي ذاكرة المكان.. فالحرب الدائرة منذ ذلك الزمن وحتى الآن هى حرب بين زحف الفوضى وازاحة الاصالة وهدم الجمال ليحل محله القُبح..


ويستمر المسلسل وسيستمر طالما ظلت حكوماتنا تعيش في قيود بيروقراطيتها الرجعية المتخلفة ولا تهتم بتراث مصر بل وتبارك عمليات الهدم المنظم المرخص والقانوني وتقوم بحراسه المخربين في اثناء هدمهم لتاريخ المكان ومحو ذاكرته..

ايها المسئولين انها ليست مجرد احجار مشيده او مباني قديمة وانما هى أجزاء من جسد هذا الوطن وذاكرته التاريخية والحضارية والثقافيه.. انها حق الاجيال القادمة في التمتع بتراث من سبقوهم.. فحافظوا عليها او فهلموا نمحو ذاكرة هذا الوطن...!!!