١٥‏/٢‏/٢٠١٤

الحسم المسـتبد .. والعدل المسـتبد


تحكى احد قصص التراث الشعبي انه خلال العصر العثماني كان هناك فلاح فقير لم يكن يملك إلا قطعة ارض صغيرة يزرعها وبقره تساعده في اعمال الحقل وتعطيه اللبن له ولآسرته وذات يوم اتاه الملتزم ليحصل منه الضرائب ولكن الفلاح الفقير توسل اليه ان يمهله لأنه ليس لديه مال فرفض الملتزم وأمر الجزار ان يحضر في الحال .. فأتى الجزار وأمر الملتزم الجند بإحضار البقرة وأمر الجزار بذبحها وتقطيعها الى 60 قطعه وأمر بأحضار 60 فلاح أخر من القرية وأجبرهم على شراء قطعة من اللحم بمبلغ 20 ريال فجمع 120 ريال هى الضريبة الموقعة على الفلاح ورحل

فقرر الفلاح ان يذهب الى القاضي ليشكو اليه من ظلم الملتزم وطغيانه وانه رجل غليظ القلب فظ ومستبد ظلمة وظلم القرية كلها أيضا فحكم القاضي لصالحة بأن ترد اليه بقرته او يرد اليه ثمنها.. وكلف الدفتردار بالتحقق من الامر

ولما تأكد الدفتردار أمر بمعاقبة الملتزم وأحضاره الى القرية لتنفيذ الحكم عليه فأمر بتجريده من ثيابه وأمر الجنود بأحضار الجزار وأمر الجزار بذبح الملتزم أمام اهل القرية كلها وتقطيعه الى 60 قطعة واحضر 60 فلاح آخر وأمرهم بشراء قطعه من جسد الملتزم بمبلغ 20 ريال فجمع 120 ريال أعطاهم للفلاح ثمن البقرة.

مع تحياتي ،،
محمود فرحات - باحث في الحضارة المصرية وعضو جمعية الاثار